علي وطارق زميلا عمل واحد تخرجا من كلية الهندسة وبدآ عملهما بنفس الشركة ، ارتبط علي بزميلته وقررا الزواج وأثناء العمل تم نقل المشروع من منطقة قريبة بالشركة إلى منطقة أخرى بعيدة قليلاً ، فاضطر طارق وعلي للبحث عن سكن بالقرب من مكان المشروع ، توفيرًا للنفقات بالإضافة إلى أن علي ، وكان يبحث عن شقة للزواج بها ، فقد كان ينوي أن ينقل عمله لفرع المنطقة الجديدة ، لقربها من سكن والديه ووالدي زميلته . عثر علي على شقة في حي متوسط ، وبسعر طار له قلبه فرحًا ، واستعد طارق لأن يذهب معه للمبيت بها ، ريثما يتمم إجراءات الزواج ، وتأتي العروس بأثاثها الجديد ، بمجرد أن دلف طارق إلى الشارع ، الذي تقبع به الشقة ، حتى انقبض قلبه وأخبر علي بذلك ، إلا أن الأخير سخر منه ولم يعره اهتمامًا . ظل طارق على حاله وما أن دخلا إلى العقار ، وذهب علي إلى المصعد ، حتى انقبض قلب طارق أكثر ، وأخبره أنه سوف يستخدم الدرج ، وافقه علي واستخدم هو المصعد ، وكانت دهشته عندما رأى فتاة داخل المصعد ، متى دخلت ؟ وكيف لم يرها وهو يدخل ويدع صديقه للركوب ، ظل علي صامتًا وهو يشعر أن هناك خطأ ما ، حتى وصل للطابق المراد وخرج يلاقي صديقه ، فوجده يقف برفقة عجوز مسن ، وقد امتقع وجهه ، فسأله علي بتوتر عما حل به ، إلا أن طارق صمت وأجابه لا شيء . شقة ثقيلة الريح والظل ، هكذا شعر كلاهما ولكن علي أخذ يفكر ، من أين يأتي بشقة أخرى بمثل هذا الثمن ، طلب منه صديقه أن يخلدا للنوم ، فبالغد لديهما الكثير من العمل ، وافقه علي ونام كلاهما ، ما أن دخل علي إلى الغرفة حتى لمح ظلاً بها يتحرك في الظلام ، على الضوء الخافت الآتي من الطريق بالخارج ، نهض علي صارخًا وهو يهتف من أنتِ ؟ فاستيقظ طارق وسأله ما به ، فأجابه علي بما حدث ، فاكفهر وجه طارق وقال له الرواية صحيحة ! فسأله علي رواية ماذا ؟ أجابه طارق وهو يكاد يبكي ، أخبرني الرجل العجوز وهو يعمل بالعيادة المقابلة لشقتك ، أن هذه الشقة وقعت بها جريمة قتل حيث اتهم صاحب هذه الشقة أنه قد قتل زوجته ، من أجل الحصول على هذه الشقة ، فسأله علي مذهولاً وكيف قتلها ؟ أجابه صديقه أن العجوز أقر ، بأن الزوج تلاعب بأربطة المصعد ليبدو الأمر ، مجرد حادثًا عارضًا فقط لا غير . استقر الصديقان على مغادرة الشقة ، وحزم طارق أمتعته ولكن علي أصر على ترك متعلقاته ، لحين الانتهاء من العمل ، وأخبر طارق أنه سوف يقوم بإبلاغ رجال الشرطة بالأمر ، من أجل تلك الروح المعذبة ، اعترض طارق ولكنه صمت أمام إصرار صديقه . عقب انتهاء العمل عاد علي إلى الشقة ، وأثناء استخدامه للمصعد شاهد الفتاة مرة أخرى ، نظرت إليه طويلاً ثم أشارت بيدها إلى الشقة ، اقشعر بدن علي عقب اختفائها ، وفتح باب شقته ، ولم ينس قبل أن يدخل إلى الشقة بأن يسأل على العجوز ، فأخبره بديله بالعيادة ، أن الرجل قد سافر إلى الريف حيث بلدته ، وقد يطيل البقاء فخشي علي أن يكون قد أخبر الزوج القاتل . ويكون هو نفسه في خطر الآن ، فدخل إلى الشقة ليحزم أمتعته ، ولكن أثناء مروره بردهة الشقة ، سقط تابلوه عن الحائط أمامه فجأة ، هلع علي أولاً ثم ذهب وأمسك بالتابلوه ، وأداره ليجد ورقة مطوية بها معلومات عن السيدة القتيلة ، وإقرار بخط يدها عن محاولة زوجها لقتلها ، وملصق بها بعض الشعيرات الصفراء .
أخذ علي الورقة وذهب بها ، إلى القسم القريب من الشقة ، وسأل عن الضابط به ، فعلم أنه ضابط جديد ، فروى له ما حدث بعيدًا عن ذكر الشبح ، فاستجاب معه الضابط ، وأخبره أنه قضى ليلة سوداء في تلك الشقة ، عندما استلم عمله في المنطقة ، وأخبره بشأن الشبح ، فتشجع علي وروى كل ما لديه . عقب أن انتهى علي من مهمته وأبلغ رجال التحقيقات ، تم استدعاء العجوز من بلدته ، وأقر بما رواه لطارق ، وتم إلقاء القبض على الزوج القاتل قبل هروبه ، وكشفت التحقيقات عن أمور مذهلة ، فقد قام الزوج بقتل زوجته من أجل أن يرث الشقة ، وحتى لا يدري أحد بها ، قام القاتل بصب عمود خرساني داخل الشقة . ووضع به جثة المسكينة ، ومن أجل أن يداري على جريمته وحتى لا يسأل أحدهم عن الجثة ، فقد قام باستدراج فتاة ، بحجة أنه سوف يساعدها على العمل ، وكان قد تلاعب بالمصعد ، ليبدو الحادث عارضًا ، وبالفعل ماتت الفتاة ودفنها هو بدلاً من زوجته ، التي قتلت خنقًا ، تم إعدام الزوج ، وهدأت أشباح السيدة والفتاة القتيلتان ، ولم يعد أحد يراهما بالمصعد أو بالشقة المنكوبة ، عقب أن استخرجت جثة المسكينة من العمود الخرساني .