تعتبر الأمثال الشعبية هي حلقة الوصل بيننا ، وبين من سبقونا ، فكم رددوها سابقاً في مواقف عدة ، ونرددها نحن الآن في نفس المواقف تقريبًا ، ومثلنا اليوم هو أحد الأمثال الشعبية المعروفة ، والمتداولة منذ وجود العرب الأوائل ، ويضرب هذا المثل حينما يفعل أحدهما الطيب ، ولا يجد جزاءً له سوى الشر ، فيقولون له جزاؤك جزاء سنمار
قصة المثل:
يقال أنه في عهد الملك النعمان ، كان هناك رجلًا من أشهر البنائين والمهندسين ، طلب منه النعمان أن يبني له قصراً لم ترى الأعين مثله من قبل ، ووعده بخير الجزاء ، وبالفعل اختار سنمار موقعًا متميزًا على ضفة النهر ، وبدأ في إعداد الرسوم ، والخرائط والهيكل البنائي
وأحضر البنائين والرسامين ، وبنى قصرًا ليس له مثيل في كل البلاد ؛ فنقش على جدرانه أجمل النقوش ، وجعل الشمس تدخله من كل جانب ، وقد أخذ منه هذا القصر سنوات في التشييد والبناء ، فلما انتهى منه سلمه إلى النعمان الذى انبهر به كثيرًا
ولكنه لم يكن يرغب أن يبني سنمار قصرًا أخر يضاهيه جمالًا لملك أخر ، فأرسل في طلبه كي يصحبه في مشاهدة القصر ، والتعرف على حجراته ، وبعد أن انتهى ، صعد به فوق سطح القصر ، وأمر رجاله بإلقائه من فوق القصر ، فكان هذا هو جزاء سنمار على جميل صنعه ، وإتقانه في تشيد القصر الجميل للملك النعمان بن المنذر
العبرة من المثل :
لا يقصد بهذا المثل ألا نتقن الأعمال الموكلة إلينا ؛ لأن الله سبحانه وتعالى من عمل أحدًا عمل أن يتقنه ، ولكن من البشر أناسًا لا يستحقون جميل الصنع ، فلا بد أن من الحذر