يعد هذا المثل من الأمثال العربية الشهيرة ، السائد ترددها في مجالس العرب ، حيث يردد الناس هذا المثل عندما يصيب احد الناس هدفاً ، لم يكن يقصد إصابته بل ويصيبه إصابة دقيقة بالصدفة ، أو عندما ينجح شخص في أنجاز مهمة ما ، دون أن يكون ماهراً في أنجاز تلك المهمة
قصة المثل:
كان الحكم المنقري أرمى أهل زمانه ، أي اكثر الناس مهارة في الرماية وإصابة الهدف ، فلم يكن الحكم المنقري يوجه سهمه تجاه هدف معين ، إلا ويحسن إصابة الهدف ببراعة ومهارة فائقة ، حتى لُقب أرمى أهل زمانه
وفى يوم من الأيام استيقظ الحكم المنقري ، وتطلع إلى أحد الأصنام الموجودة في منزله ، وقال لنفسه : أليت أن اذبح على هذا الصنم مهاة ، والمهاة هي البقرة الوحشية الأفريقية ، وتتميز بالقرون الطويلة المنحنية والعيون الواسعة
وكانت تلك المهمة سهلة بالنسبة للحكم المنقري ، لأنه رامً ماهراً ويصيب هدفه بسهوله ، فخرج الحكم المنقري للصيد ، فمرت أمامه مهاة فشد قوسه وصوبه نحو المهاة ، لكن لم يصب السهم هدفه وهربت المهاة
ثم انتظر قليلًا ومرت من أمامه مهاة أخرى ، فشد قوسه وصوب سهمه نحو المهاة ، لكن أيضاً لم يكن الحظ حليفه ، وهربت المهاة ولم يتمكن الحكم المنقري ، في ذلك اليوم من اصطياد المهاة ، التي عزم على صيدها
تحير المنقري بداخله فلم تكن عادته الفشل في إصابة أي هدف ، فأنتظر حتى مرت مهاة أخرى فشد قوسه نحوها ، ولكن مر السهم بجانبها ولم يصبح الهدف ، عاد الحكم المنقري إلى قومه خجولًا فقالوا له : خيرًا أن شاء الله
فقال : لا والله لا خير عندي ، وظن أنه جني جناية فعزم على قتل نفسه
فتساءل قومه : لماذا تريد أن تقتل نفسك ؟ ، فقال المنقري : لأنى أليت أن أذبح مهاة وأقدمها لصنمي ، ولم استطع فأخشى أن يصيبني سوء من هذا الصنم
فقال له أحد الجالسين : يا أخى إذبح عشرة من الإبل ، بدلاً من تلك المهاة ولا تقتل نفسك ، فتكون قد تقربت من الصنم بتقديم قربان أكثر ، فرد المنقري : لا يمكن أن أخلف قسمي
فطلب منه ابنه الغلام الصغير ، أن يحمله معه للصيد ، فرد المنقري في سخرية ، وقال : هل تستطع أن تصيد ، ما أن أعجز أنا عن صيده ، فأنت غلام رعش وضعيف ، وفي اليوم التالي خرج المنقري مع ولده ، وما أن وصلا إلى الصحراء مرت مهاة ، فطلب الابن قوس والده ، وشد قوسه نحو المهاة وأصاب الهدف ، فنظر الأب إلى ابنه وهو مندهشاً ، فقال له : يا ابنى ، ربٌ رمية من غير رام