يحكي أنه في قديم الزمان ، كان هناك خياط ، يخيط الثياب للرجال والنساء ، وقد كان ذلك الخياط على خلق قويم ، وسمعته حسنة بين الناس ، فمعروف عنه التزامه بالأدب والسلوك القويم ، وعندما كانت أي امرأة تحضر عنده للقياس ، وكان يقوم بذلك بكل أدب وحشمة ، باذل قصار جهده ، ألا يلمسهامقاومة النفس :
ومع مرور الأيام ، تغيرت طبائع وسلوكيات الرجل ، فذات يوم حضرت إلى دكانه امرأة على قدر كبير من الحسن والجمال ، وفي لحظة ضعف وسولت له نفسه فلمس المرأة في يدها ، ولكنه انتبه إلى نفسه ، وعاد الى رشده ، واستغفر الله العظيم ، وقام بدفع المرأة خارج الدكان
ثم أخذ يلوم نفسه ويعنفها ، فيما أقدم عليه من تصرف غير لائق ، ولم تعد له رغبة في العمل ، بل قام بإغلاق الدكان والعودة إلى بيته
الزوجه والسقا :
وعندما وصل البيت ، وهو في حالة يرثى لها ، وجد زوجته في حالة لا تسر ، متجهمة الوجه وقد بدى على وجهها علامات الحزن ، فسألها الزوج عما أصابها ، فقالت له زوجته : والله ، يا زوجي لقد حدث اليوم ، أمر غريب ، فأنت تعلم أننا نتزود بالماء ، بواسطة السقا ، وهو إنسان عهدنا فيه الأدب والحشمة ، طوال المدة التي تعاملنا فيها معه ، أما اليوم فقد وقع منه تصرف غريب ، غير لائق ، ففي الماضي كان يحضر لنا الماء ، ويخرج دون أن يحاول أن يلمسني ، ولكنه اليوم وعلى غير العهد به حاول لمس يدي ، لكنني دفعته بعيدًا عني ، وأخرجته من البيت
المثّل :
وعندما سمع الرجل قصة زوجته ، مر بخاطره ما قام به مع تلك المرأة ، عندما حضرت إلى دكانه ، وحاول لمس يدها ، فقال لزوجته على الفور : (دقة بدقة .. ولو زدنا لزاد السقا) ،
أي أنه لو كان تمادينا مع تلك المرأة أكثر ، لتمادى السقا مع زوجته ، وقد أصبحت جملته
دقة بدقة .. ولو زدنا لزاد السقا
، مثلاً شهيرًا تتناقله الأجيال حتى وقتنا الحالي