يعد هذا المثل من أقدم الأمثال التي عرفها العرب ، وقد استشهد بها الرسول صلّ الله عليه وسلم حينما فتح مكة ، وأذن لأهلها بالدخول عليه ، وكان من بينهم أبو سفيان ، فجبنه الرسول قليلًا ولم يأذن له بالدخول مباشرة
فلما دخل على رسول الله ، عاتبه وقال له : لقد كدت تأذن لجانبي الوادي ، قبل أن تأذن لي ، فقال له الرسول صلّ الله عليه وسلم : أنت يا أبا سفيان كما قيل ، كل الصيد في جوف الفرا ، والفرا هو الحمار الوحشي ، ويقصد بالفرا الشيء الأعم والأشمل الذي يغني عن صغائر الأمور ، ولهذا المثل قصة شهيرة
قصة المثل :
يحكى أن ثلاثة من الرجال خرجوا للصيد ذات مرة ، فاصطاد أحدهما أرنبًا ، والآخر اصطاد ظبيًا ، أما الثالث فقد اصطاد حمارًا وحشيًا ، ففرح صاحب الأرنب وصاحب الظبي بما نالا ، وأخذا يسخران من صاحب الحمار ، ويستخفان بصيده
فقال لهما كل الصيد في جوف الفرا ، ويقصد كل ما اصطدتموه في جوف الحمار الوحشي ، فبمقدوره ابتلاعهم ، وكأنه يقول لهم : أن هذا الذي نلته قدره أكبر مما نلتما ، وما نلتما صغير بالنسبة له ، وهو من صغره يدخل في جوفه
ويضرب هذا المثل ، إذا كان لشخص حاجة كبيرة وحاجات صغيرة ، فإذا قضيت الكبيرة أغنت عن الصغيرة ، ولم يعد لها قيمة