يضرب هذا المثل في شدة الفقر ، حين يلزم الشخص ، ولا يبرحه ، ويعني هذا المثل أن الفقر خصم ملح ، حينما يلتصق بصاحبه ، ويظل يعانده ويشاغبه حتى يجعله شريدًا لا مأوى له ، وللمثل قصة سأرويها عليكم
قصة المثل :
ركب خالد في يوم شديد البرد كثيف الغيم ، وبينما هو سائر في الطريق ، أقبل عليه رجل ، وقال الله ، بالله عليك أرحني وأضرب عنقي ، فقال له : أتكفر بالله بعد أن أمنت به ؟ فقال الرجل لا ، فقال له خالد : أتريد الخروج من رحمة الله والابتعاد عنه ؟فقال الرجل : حاشا له ، فسأله : أقتلت نفسًا ، وتندم على فعلت ؟ ، فرد الرجل لا والله ، فاحتار خالد في أمره وسأله عن السبب الذي دفعه لذلك ؟ فرد الرجل قائلًا : إن لي خصم لجوج ، قد علق بي ، ولازمني فترة طويلة ، وقهرني أمام الناس ، وجمع بي العلل ، فقال له وما هو : فقال : الفقر !فقال له كم يكفيك لدفعه عنك ، وإرساله بعيدًا ؟ فقال الرجل أربعة ألاف درهم ، فأمر خالد غلامه أن يدفع للرجل ما طلب ، ثم التفت إلى أصدقائه وقال : هل ربح أحد من التجار كما ربحت اليوم ؟فقالوا له كيف ذلك ؟ قال : لقد عزمت على أن أعطي هذا الرجل ثلاثين ألف درهم ، فلما طلب أربعة وفر علي 26 ألف درهم ، فلما سمعه الرجل ، قال : حاشك وأعيذك بالله أن تربح على مؤملك ، فقال خالد : يا غلام ، أعطه ثلاثين ألف درهم ، ثم قال للرجل خذ المال ، واذهب به لتواجه خصمك ، وإذا عاد ليعارضك مرة أخرى فاستنجد بنا عليه
العبرة من المثل :
أن الفقر خصم عنيد ، إذا ما صاب صاحبه ، جعله يكره الحياة ، ويرغب في مفارقة الأحباء ، وأن هناك رجالًا سخرهم الله لمساعدة خلقه ، من خلال الصدقات وسد حوائج الناس ، وجعل الله لهذا ثواب عظيم ، ومكانة خاصة في الجنة