تدور أحداث المثل الشهير (عالقاضي هم بللم
، ببلاد العراق قديمًا ، عندما رفعت أحد الدعاوى القضائية ليحكم فيها قاضي ، كان معروفا عنه أنه يقبل الرشوة ، وبعد أن قام القاضي المرتشي بحيلة ما ، وطالب الراشي بدفع المبلغ المتفق عليه فيما بينهما ، وحاول الراشي التنصل منه ، فجاء قول القاضي بجملته الشهيرة (عالقاضي هم بللم
والتي أصبحت مثلًا شهيرًا فيما بعد
قصة المثَل:
يحكى أنه في قديم الزمان ، في إحدى مدن العراق ، كان شخصاً مدينًا لآخر بمبلغ من المال ، ومر على هذا الدين وقت طويلاً ، وقد عجز المدين عن دفعه ، مما اضطر الدائن إلى تقديم شكوى ، إلى قاضي المدينة يطلب فيها تحصيل دينه ، ويتم الفصل في الأمر
القاضي :
فعين القاضي يوم المرافعة ، وبلغ المدين بالحضور أمام المحكمة في ذلك اليوم ، وأراد المدين التخلص من هذا الدين بأي ثمن ، فأرشده أحد الأشخاص المقربين منه ، أن يقوم بالاتصال بالقاضي ، لأنه معروف عنه قبوله للرشوة ، والاتفاق معه على مبلغ من المال ، لقاء التخلص من هذا الدين
وبالفعل قام المدين بالاتصال بالقاضي ، واتفق معه على مبلغ معين ، كرشوة مقابل التخلص من ذلك الدين أمام المحكمة ، فقال له القاضي : حسنا ، كل ما عليك فعله في المحكمة ، أنه كلما أسألك سؤال ، أجب عليّ ، بكلمة (بللم) ، ولا تنطق بأي حرف آخر غير هذه الكلمة
المحكمة:
وفي يوم المرافعة ، حضر المدين أمام القاضي ، ووجه إليه الأسئلة ، عن هويته وعن اسمه وعن عمره ومكان عمله ومكان إقامته ، فكان المدين يجيبه عن كل تلك الأسئلة ، بكلمة واحدة هي (بللم) ، فحاول القاضي معه أن يستنطقه بغيرها من الكلمات ، فلم يفلح ، وأخيًرا طرده القاضي من المحكمة ، وقال للدائن : إن المدين مختل عقليًا ، وفي هذه الحالة لا يمكن محاكمته ، وقام بإغلاق الدعوى
القاضي والمدين:
ثم استدعى القاضي المدين ، وطالبه بدفع المبلغ المتفق عليه فيما بينهما ، فقال له المدين (بللم) ، فرد عليه القاضي بلهجة عراقية قائلًا : (ويلك يا ملعون الوالدين ، عالقاضي هم بللم
، فذهب قوله مثلًا شهيرًا تناقلته الأجيال