يعد هذا المثل من أكثر الأمثال شيوعًا ، ومعناه جلي واضح ؛ أن أهل الإنسان هم أعلم الناس به ، وبصفاته ، وهو يشبه للمثل الشهير أهل مكة أدرى بشعابها ، من حيث المضمون ، فالسر دائمًا عند الأهل ، فهم يعلمون عن أبنائهم أكثر مما يعلم أي شخص أخر ، ولذلك المثل قصة تتعلق بصبي من الأنصار اسمه لقمان
قصة المثل :
كان لأبو الأسود الدؤلي ؛ علامة النحو الشهير ، دكان إلى صدر الجبل ، يجلس فيه وحده دائمًا ، ويضع أمامه مائدة بها من صنوف الطعام الكثير ، وكلما مر عليه أحد دعاه للطعام ، وحينما يأتي المدعو لا يجد مقعدًا أو مكانًا للجلوس ، فيغادر المكان ، وينصرف عن الدعوة غير اللائقة
وفي مره من المرات مر صبي من الأنصار على دكان أبو الأسود ، فدعاه الرجل كعادته للطعام ، فاقترب الفتى ، ولما يجد مكانًا يجلس به ، أخذ المائدة من أمام أبو الأسود الدؤلي ، ووضعها على الأرض ثم قال ، يأبا الأسود إن كان لك في الغداء حاجة ، فانزل إلى الأرض
وأقبل الفتي على الطعام يأكل منه حتى أنهاه ، وسقطت منه قطعة صغيره على الأرض ، فمد يده ، وأخذها قائلًا لن أتركها للشياطين ، فقال له أبو الأسود : والله ما تتركها حتى للملائكة المقربين ، فكيف تتركها للشياطين ، ثم سأل الفتى عن اسمه ، فقال : لقمان ، وهو اسم يعني الحكمة ورجاحة العقل
فقال له أبو الأسود : إن أهلك أعلم زمانهم إذ سموك بهذا الاسم ، وبعد هذا الموقف لم يعد أبو الأسود يفعل ما كان يفعله مع الناس ، فقد أعطاه هذا الصبي درسًا جيدًا في الحكمة ، والرد على الاستخفاف والإهانة ، ومنذ ذلك الوقت انتشر ذلك المثل ، وأصبح يقال في بعض المواقف التي يتعرض لها الناس