يعد هذا المثل من الأمثال العربية الشائعة التي تداولها السابقون ، وللمثل قولان عش رجبا تر عجبا ، أو عش رحبا ترى عجبا ، وفي المقولة الأولى يقال أن الأعمال تقبل من الله عز وجل في رجب فيهلك الله الظالمون ، فكان أهل الجاهلية يرفعون مظالمهم إلى رجب ، ويأتون إلى الكعبة ، ويدعون على الظالم حتى يستجاب لهم
وقيل أول من قال ذلك هو الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبه ، وكان قد طلق واحدة من نسائه حينما بلغه الكبر ، وصار مسن لما كرهته ، وأبغضته ، وخلفت عليه رجل أخر وتزوجته ، وكانت تبادله من الوجد والحب ما لم تمنحه للحارث
فلما التقى زوجها بالحارث أخبره بذلك ، فقال له : عش رجبا تر عجبا ؛ أي عش رجبا بعد رجب ، دلاله على تعاقب السنوات ، ويقصد بها حينما يستمر بك العمر ، وتبلغ من الكبر مبلغًا ، سترى تقلبها عليك ، وهجرها لك
أما عن المقولة الثانية عش رحبا ترى عجبا ، حينما سأل عمر بن الخطاب عن صحة قول الناس في المثل القائل عش رجبا ترى عجبا قال : نحن اليوم مع الإسلام ، ندعو على الظالم فلا نجاب في أكثر الأمر
فقال : إن الله عز وجل لم يعجل العقوبة لكفار هذه الأمة ، ولا لفساقها ، فإنه تعالى يقول :
بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) سورة القمر الآية 46 ، وعش رحبا بكسر الحاء تعني وقتًا واسعًا ، أي عش من الزمن فترة طويلة تر العجب