يزخر الفلكلور الشعبي بالعديد والعديد من الأقوال الشعبية التي ابتدعها أسلافنا ، ومازلنا حتى الآن نتغنى بها في العديد من المواقف المختلفة ، فتارة نذكر قولًا عند الحزن وتارة أخرى نذكر نقيضه عند الفرح ، وتارة ثالثه نذكر قولًا أخر عند وقع البلاء أو انتظار الفرج
فلم يترك السابقون أي موقف يمر من أمامهم مرور الكرام دون أن يخرجوا منه بحكمة أو مثل يتداولونها فيما بعد ، وسنذكر لكم قصة من قصص الأمثال الشعبية التي تردد في الشرق العربي ، وهي قصة مثل جه يكحلها عماها ، ولم تأتي هذه المقولة من فراغ فلها قصتين مختلفتين ..قصة المثل:
الراوية الأولى للمثل : تحكي أن رجلًا كان يحب زوجته حبًا جمًا ، ولكن بعد فترة أصابه الشك ، وأخذ الشيطان يعبث برأسه ، مخبرا إياه أن الزوجة لم تعد تحبه ، وأن ما كان من الود قد انقضى ؛ خاصة أنها لم تعد تضحك أو نبتسم في وجه ، ومرة بعد مرة تغلغل الشك في أعماقه ولم يعد يقوى على ردعه
فنصحه أحدهم بالذهاب لعجوز محنكة ، لعله يجد لديها مخرجًا ، وبالفعل ذهب ، ونصحته العجوز أن يأتي بأفعى ، ويغلق فمها بإحكام ويضعها فوق صدره وهو نائم ، فنفذ ما قالته العجوز ، ووضع الأفعى على صدره ، ونام
وفي الصباح حينما استيقظت الزوجة ورأت الأفعى أخذت تصرخ لإيقاظ زوجها التي ظنت أنه مات بفعل الأفعى ، وحين استيقظ الزوج فرح بخوف زوجته وقلقها عليها ، وحينها تيقن من حبها ، ولكن الزوجة أقسمت أنها لن تبقى معه جراء ما فعل ، وأخذ ما لها وارتحلت
الرواية الثانية للمثل : تحكي أن كلبًا صادق قطة في أحد القصور ، وكان معجبًا بجمال عينيها كثيرًا ، وذات مره سألها عن سر جمال عينيها ، فقالت إنه الكحل ، فأراد الكلب أن يحظى بعين جميله ، فأحضر كحلًا وهم بوضعه في عينيه ، فغار مخلبه بداخل عينيه وفقأها ومن هنا جاء المثل جه يكحلها عماها ، ودائمًا ما يقال حينما ينتقل الشخص من السيئ إلى الأسوأ ، أو حينما يفعل شيئًا لإصلاح ما فسد ، فيفسده أكثر دون قصد