كان يا ما كان، عاش الملك دون والملكة ساشا وولداهما في قصر جميل ومُترف. وكان في مملكة باندا التي يملكها، رجالٌ أقوياءُ مدربون على القتال. كان الابن الأصغر، الأمير نيبا يقرأ دائمًا. وفي أحد الأيام، بينما كان الملك مارًّا بغرفته، نادى عليه.
نيبا. لقد حان الوقت لتتوقف عن إضاعة وقتك في قراءة الكتب ولتتعلم كيف تكون رجلًا قويا مثل أخيك الأكبر. أن أكون أذكى هو أمرٌ أكثر أهمية يا أبي. أريد أن أكون أذكى أمير وعلي أن أقرأ كثيرًا.
يستيقظ الأمير جاي كل يوم باكرًا ليتعلم القتال بالسيف، حتى إن لديه مدربًا خاصًّا ليعلّمه. لكن بالرغم من الاختلاف الكبير بين الأخوين، فهما يُكنّان لبعضهما حبًّا كبيرًا. إنهما يهتمان لبعضهما ويتبادلان أطراف الحديث لساعات عندما لا يكون أحدُهُما مشغولًا بالقراءة أو التمرين. في إحدى حصص التمرين، أصاب الأمير جاي نفسه بالأذى، وعندما سمعه الأمير نيبا من غرفته، هرع إليه ليقدم المساعدة. إنهما يجلسان دومًا بجانب بعضهما على مائدة الطعام، ويهمسان لبعضهما دومًا بكل ما يجول بخاطرهما من أمور.
وفي يوم من الأيام، كانوا جميعًا على المائدة يتناولون الفطور عندما حضر أحد الخدم الموثوقين وهمس بأمر ما في أذن الملك. ما جعل الملك ينهض عن كرسيِّه في الحال، وملامح الغضب والانفعال بادية على وجهه. ما المشكلة؟ يبدو عليك القلق والغضب الشديد. أبي، هل كل شيء على ما يرام؟ أيها الملك. أيها الملك، أرجوك أخبرنا ما الأمر.
لقد أعلن ملك مملكة لابس الحرب على مملكتي أنا. قال الملك بصوت غاضب. لماذا؟ إنهم أكبر وأقوى منا بكثير. ما الذي يريدون إثباته؟ وأرادوا أن يهاجبونا بغتة؟ هل تعتقد بأنهم ربما كانوا يخططون سِرًّا للسيطرة على مملكتنا؟ وماذا عساه يكون ما تنويه مملكة قوية مثلها من مملكة أصغر منها بكثير، عدا أن يكون السيطرة عليها؟ بالطبع لن أدعهم يستولون على مملكتي. لدي رجال أقوياء مدربون على القتال.
اقترب الملك من الملكة ووضع يدها في يده. مليكتي، قولي شيئًا؟ إن تلك المملكة واحدة من أقوى الممالك وبإمكانهم تدميرنا. أرجوك دعنا نفكر بطريقة لتلافي هذه المعركة. أبي، لماذا لا تجتمع بمستشاريك، وحينها يمكنكم أن تقرروا جميعًا الحل الأمثل لما يجري. نعم، هذا تصرف حكيم. أيها الملك، أرجوك فكر بالأمر.
في تلك الليلة،
جمع الملك كل مستشاريه وأخبرهم بأمر هجوم مملكة لابس الوشيك على المملكة. طلب أحدُ المستشارين من الملك أن يفكر بأمر إرسال هدية إليهم تعبيرًا عن رغبته بالسلام مع مملكة لابس.
فقرر الملك إرسال الأمير جاي في اليوم التالي حاملًا صندوقًا مليئًا بالذهب للملك جايد حتى لا ينفذ الهجوم عليهم.
وعندما وصلا، رحب الملك جايد بهما في قصره.
الأمير جاي! ياللمفاجأة!
شكرًا حضرة الملك جايد.
ماذا يمكنني أن أقدم لك اليوم؟
أم إنك جئت تتوسل للإبقاء على حياتك؟
ضحك معه جميع من كان في الغرفة،
ما عدا الأمير جاي ورجاله الأربعة.
لا، لقد أرسلنا الملك دون حاملين صندوقًا مليئًا بالذهب وهو يطلب منك إعادة التفكير في الهجوم على مملكتنا. تقدم واحد من رجال الأمير جاي حاملًا صندوق الذهب،
ووضعه أرضًا أمام الملك جايد. قام أحد رجاله بفتحه، فبدا للجميع منظر الذهب الخلّاب. مما أعجب الملك. حسنًا، مع نظرة شريرة بدت في وجهه،
أمر الملك اثنين من رجاله بأن يقبضا على الأمير بينما يحيط بقية رجاله برجال الأمير الأربعة. -شكرا جزيلا لك على هذا الذهب. كانت لَفتَةً جميلة، أم أن علي أن أقول.. لفتة بائسة؟
انفجروا جميعًا بالضحك مرة أخرى.
ما الذي تفعلونه؟ قال الأمير مُحاولًا الإفلات منهم. نظر الملك جايد في وجهه مباشرة وقال “سآخذ الذهب، وأقتلك وأقتل كل من في مملكتك. فالملك جايد لا يتراجع عن خُطَطِهِ أبدًا.” كان الأمير محتارًا، لكنه بحركة قوية مفاجئة تمكن من تحرير نفسه ، مع رجاله الأربعة،وقاتلوا رجال الملك جايد وهربوا بعيدًا.
عندما وصلوا إلى مملكتهم، ذهب الأمير على الفور إلى والده، الذي كان جالسًا مع مستشاريه، وأخبرهم بكل ما حدث. أصيبوا جميعًا بالخوف، ولم يعرفوا ما الذي يجب فعله. كانوا جميعًا يتحدثون في نفس الوقت ولم يكن أحدهم يستمع لما يقوله الآخر. وعندما سمعت الملكة والأمير نيبا مشاحناتهم، حضرا لمعرفة ما الذي يحدث، فصعقهم نبأ عناد الملك جايد وإصراره على الحرب.
لدي فكرة. إن هذه المملكة محاطة بغابة كبيرة، دعونا نصب الزيت في الغابة. وعندما يصل الملك جايد مع جنوده للهجوم علينا، سنشعل النار في الغابة ونحرقهم جميعًا.