أخفضت “ليلي” رأسها محاولة منع الدموع من الانهمار. بقي من عائلتها هي ووالدها فقط، وكانت تعلم أن عليها أن تتماسك من أجل والدها الذي يقول دائمًا إن زوجته هي الرابط الذي يحافظ على تماسك العائلة، والآن بينما تقف إلى جانب قبر والدتها، كانت “ليلي” تعلم أن عليها أن تكون هي هذا الرابط. “لا أعلم ماذا سأفعل من دونك يا أمي”.
بينما كانت دموعها تنهمر دون توقف، شعرت “ليلي” أن شخصاً يقف بجانبها فافترضت أنه والدها. وقفت “ليلي” على قدميها ومسحت دموعها. “لا تخفي دموعك يا صغيرتي،” قال صوت رقيق، “البكاء على شخص أحببته بشدة لا يعني أنك ضعيفة”.
نظرت “ليلي” إلى الأعلى، ووجدت امرأة عجوزاً باسمة تقف بجانبها برداءٍ أبيضَ. “من؟… من أنت؟”.
تلألأ فستان المرأة العجوز، وأدركت “ليلي” أن بإمكانها أن ترى من خلالها. “هل؟… هل أنت شبح؟”.
ولِلغرابة لم تكن “ليلي” خائفة، لأن هذه السيدة لم تكن مخيفة “أنا شبح يا صغيرتي هذا صحيح. لكن لا تخافي. أنا هنا لمساعدتك. لديك قوة عظيمة بداخلك،
سحر قوي يمكِّنك من تغيير العالم. فاستخدميه بحكمة يا صغيرتي”.
وهكذا، اختفت العجوز تاركة “ليلي” تقف وحدها
. وعندما رجعت إلى والدها، أدركت أنه كان يراقبها.
“مع من كنت تتحدثين يا ابنتي؟” نظرت “ليلي” إلى قبر والدتها. “لا أحد يا أبي”. ومع الوقت، تزوج والد “ليلي” من امرأة أخرى، “ميراندا”.
“لا أريدك أن تكبري دون أم يا ابنتي. إن لدى “ميراندا” ابنتين، ستحظين بالأخوات اللاتي كنت تتمنين.” كان ذلك صحيحاً، لطالما أرادت “ليلي” أخوات تلعب معهن. في البداية ولبضعة أيام، كانت الحياة جميلة. كانت “ميراندا” لطيفة مع “ليلي”،
وكانت أختاها “نيلي” و”نورا” تلعبان معها لساعات. كان على والدها المزارع المُجد أن يذهب إلى سوق بعيد.
لذلك أخبر “ليلي” أنه سيغيب لبضعة أيام. “ستعتني بك زوجة أبيك يا ابنتي، وسأعود قريباً.”
ثم ذهب. تغيرت حياة ليلي بسرعة كبيرة. عندما كان والدها خارج البلدة، كانت “ميراندا” وابنتاها قاسيات مع “ليلي”، أجبَرنها على أداء جميع الأعمال، وأجبرنها على الأكل والنوم في المطبخ.
وعندما كان والدها في البيت كن يتصرفن معها كعائلة كبيرة وسعيدة. “أبي…” بدأت حديثها، “… (ميراندا) تكرهني…” لكن والدها أوقفها. “تكره أنك تظنين أن عليك القيام بكل الأعمال في المنزل
ولهذا قررت أن أوظف شخصاً للمساعدة للقيام بكل الأعمال التي ليس عليك القيام بها.” ثم وظف والدها شخصاً يُدعى “بيلي”.
كانت “بيلي” في نفس عمر “ليلي”، وأصبحا صديقين بسرعة. كان “بيلي هو الشخص الوحيد الذي يتحدث إلى “ليلي” عندما يغادر والدها.
ذات يوم عندما غادر والد “ليلي” في رحلة أخرى إلى السوق، نادت “ميراندا” على “ليلي” للدخول. “أنت أيتها الفتاة. عليك تنظيف المطبخ، إنه مقزز أيتها الكسولة” كانت “ليلي” تعلم أن المطبخ ليس متسخاً، لكنها قامت بما طلبته زوجة أبيها، حتى تُخرجها من المطبخ. كان “بيلي” غاضباً وأراد الحديث مع والد “ليلي”. كانت “ليلي” تحبه وتتمنى أن يطلب يدها للزواج. بعد الانتهاء من الحديث مع والد “ليلي”، غضب “بيلي” وغادر المنزل. كانت “ليلي” مفطورة القلب. ما الذي فعلته لإغضابه هكذا؟ كان صديقها الوحيد في العالم والآن حتى هو لن يتكلم معها. شعرت ليلي بوحدة أكبر في الأسابيع التالية. كل يوم، كان يأتي “بيلي” للعمل لكنه لم يكن يتكلم معها. كانت تراه ينظر إليها أحياناً، لكنها كلما حاولت التحدث إليه كان ينظر بعيداً، أو يدّعي أنه مشغول.
وذات يوم سمعت فيها “ليلي” صوت ضحك وصراخ من الطابق العلوي، وكانت تعلم أنه قادم من غرفة والدتها. كانت قد أوضحت لوالدها أنها لا تريد أن تقترب “ميراندا” أو ابنتاها من ممتلكات والدتها. كانت غاضبة ولم تصبر، ركضت إلى غرفة والدتها في الطابق العلوي.
وعندما وصلت الممر، لم تصدق عينيها. أخرجت ابنتا زوجة أبيها كل فساتين والدتها من الخزانة، ولبستا بعضها. وبينما كانتا تتعاركان على فستان عرفت “ليلي” بسرعة أنه فستان زفاف والدتها.
كانت “ليلي” أحياناً تمرر يديها على القماش الناعم، وكانت والدتها ترفع الفستان أمامها وتدور في الغرفة وتغني وتقول لـ”ليلي” إنها ستمنحها هذا الفستان يوماً ما لترتديه عندما تتزوج من حبها الحقيقي. كانت “ليلي” تعتقد أنها قابلته.