في مملكةٍ صغيرةٍ تُسمّى ألبيرداين، عاشتْ بطلتُنا «باتيلد». لمْ تزَلْ «باتيلد» مهمومةً حزينةً، فمنذُ بدأتْ تدرُجُ وهي تحاولُ تكوينَ صداقاتٍ تُلائمها. والحقُّ أنّها كانت غافلةً عما يخبّئُهُ لها القدَرُ من العجائبِ.
باتيلد: لست أفهم؟!
فاي: تفهمين ماذا؟
باتيلد: حسناواتِ القلعةِ؛ ذواتِ الحقائبِ المحشُوَّةِ نقودًا، والشُّعورِ المتموِّجةِ، والأظافر المُهَذَّبَةِ، والابتسامات الساحرة. لم لا يمكنني أن أكون مثلهنّ؟
فاي: هل تعنينَ «كنزي» و«ويتني»؟ باتيلد: أجل؛ «كنزي»، و«ويتني»، و«رايلي».
لن يتوقفن أبدًا. يغتنمان كلِّ فرصةٍ لإيذائي، واحتقاري، والسخرية من مظهري؛ هذا ظُلمٌ!
فاي: رُوَيْدَكِ؛ هذا محالٌ. «كنزي» ابنةُ حاجبِ الملكِ، وهي أضعفُ من إيذاءِ حشرةٍ، أما «ويتني» فكانت أمُّها تعمل في الطواحين قبل اعتلاء القائد «هاركْنِس» العرْشَ. قد تكون «رايلي» المُشاكسَةَ بينهنَّ، لكن اعتقادك لا يبدو في محلّه.
باتيلد: بلى! قبلَ ذكرى ميلادي بيومينِ، وبأمر من الجهاتِ الملكية، ذهبت لأقفَ بينَ يديِّ صاحبِ الجلالةِ، وأدفعَ الإتاوةَ وأجدِّدَ الولاءَ. وما كان معي إلا عُملةٌ نقديةٌ هيَ ما بقيَ معي منذُ هجرَتْني أمّي لتعمل في بيت السِّجِلّاتِ.
صعدتُ الدرجَ الذهبيَّ إلى المكتب الملكي، وكنَّ يتضاحكْنَ قريبًا من مسمعي.
فاي: وبعد… [بمعنى أكملي].
باتيلد: كانت «كنزي» أُولاهُنَّ… (استحضار لشريط الذكريات) كنزي: هيهِ، أنتِ يا أميرةَ زرائبِ البقَرِ، أتحسبينَ أنّ تلويثكِ سجّادَنا بطينِ حذائكِ جائزٌ هنا؟
وما الذي في حقيبتكِ، أهيَ فطيرةٌ بقَريَّةٌ؟
باتيلد: ثُمَّ تلتْها «ويتني»… ويتني: ، هذِّبي تلكمُ الأظافرَ يا «باتيلد».
آهٍ، نسيتُ أنّك لا تقدرينَ هاهاهاهاها.
باتيلد: وثلَّثتْ عليَّ «رايلي»، وكانت أقساهُنَّ…
رايلي: ألمْ تكوني تتقلبين لاهِيَةً في التِّبْنِ بشعركِ الجَعْدِ هذا؟
باتيلد: دَعْنَني وشأني! جئتُ لأُجدِّدَ الولاءَ لسيِّدي الحاكمِ ثمّ أمضي في سبيلي. كنزي: وأين سبيلُكِ،
إلى مزرعةِ البقرِ؟ رايلي: بل لعلَّها كومةُ التِّبْنِ!
باتيلد: دَعْنَني وشأني!
كانت فتياتُ القلعةِ معروفات بقسوتهنَّ. لكنَّ قسوتهُنَّ كانت ترتفع إلى حد الصَّلافةِ في تعاملهنَّ معَ «باتيلد».
ويتني: ما رأيُكِ في أن تغرُبي عنّا إلى الغابةِ المسحورةِ وتغربي عنا لبعض الوقت؟
ألدريتش ابنُ القائدِ هاركْنِس: دَعْنَها وشأنَها!
تنصَرِفُ «باتيلد» باكيةً، وينتهي استحضار الذاكرة
باتيلد: ولهذا أنا هنا الآن.
فاي: إنَّني جِدُّ مُتَـ… (تُقاطعها «باتيلد»
باتيلد: رجاءً، لا تُراضيني. فاي: فما رأيُكِ إذنْ في اللعبِ؟
أعلم أنّك تحبين الألعاب؟
تُقاطعها «باتيلد» ثانيةً
باتيلد: لا أريدُ ألعابًا. أمنيتي الوحيدةُ أنْ أنظرَ في المرآة وأبتسمَ؛ أنْ يكونَ لي شَعْرُ الفَتَياتِ وبسمتُهنَّ ونظرتُهُنَّ. أتمنّى أن أكونَ ملِكَةً. فاي: بالحديثِ عن الملوكِ،
تقول الشائعاتُ إن ملِكَنا لا يستحق المُلكَ على ألبيرداين، بل ملكةٌ من أقاربِ الملكةِ «بلدونة»!
باتيلد: لكنّهُ ملكٌ صالحٌ، لعلّ الشائعاتِ كاذبةٌ.
فاي: لا أعلمُ. فلنذهب إلى مكانٍ ما، غيرِ الغابةِ المسحورةِ، أين تودّينَ الذ…
باتيلد: إلى السِّجِلّاتِ، إلى بيتِ السِّجِلّاتِ. «بيتُ السِّجِلّاتِ»؛ قالتها موقِنةً بأنّ لمحةً لوجهِ أمِّها ستكونُ كفيلةً لرفعِ هِمَّتِها.
فاي: هذا مُحال! أمُّك هي الوحيدة المسموحُ لها بالوُجودِ هناكَ.
باتيلد: أعلمُ ذلك.
فاي: أضيفي إلى ذلك أنّكِ، إنْ قُبضَ عليكِ، سيُزَجُّ بكِ في أقبيةِ القلعةِ، حيثُ حشرَ الملكُ «ليون» جميعَ وحوشِ الغابةِ التي لا تُحصى.
باتيلد: هذا معلومٌ.
فاي: أُفٍّ لكِ! إنْ رغِبْتِ في المخاطرة على الرَّغْمِ من هذا فذاكَ شأنُكِ، لكنْ تذكَّري أنْ قد أعذَرَ من أنْذَرَ.
باتيلد: أعلممم. (تنصرفُ «فاي» عنها، وننتقل إلى المشهد التالي،
خارج بيتِ السِّجِلّاتِ حيثُ الحارسُ ينطُرُ على الباب) باتيلد: عِمتَ صباحًا.
الحارسُ: ما الأمر؟
قالَ الحارسُ. باتيلد: أ… أنا…
إنَّني هنا لرؤيةِ أمي؛ «غلوريا الألْبَرْدينيّةُ».
الحارسُ: ممنوعٌ دخولُ بيتِ السِّجِلّاتِ.
باتيلد: دعني أوضّح لك الأمر…
إنَّ. الحارسُ: قلتُ ممنوعٌ دخولُ بيتِ السِّجِلّاتِ!
باتيلد: لُطفًا منك يا سيّدي، إنَّ الأمر وما فيهِ…
الحارسُ: قلتُ لا أيّتها الصغيرةُ. أنا من سيوضّحُ الأمر: هذا البابُ مُوْصَدٌ بقُفْلٍ مُصاغٍ من سحرٍ عظيمٍ. لا يفتحه إلّا من احترف السحرَ كأمّكِ، ليس أنتِ. وإنْ لم تنصرفي الآنَ.. سأُرسلُكِ إلى إصلاحيةٍ لليافعينَ. هلْ هذا مفهومٌ؟
باتيلد: نعم سيّدي. (وتبتعدُ خانعةً) وتزورُ «باتيلد» صديقتَها «فاي» طَلَبًا للمشورةِ.
تبدأ اللقطةُ التاليةُ بباتيلد تدُقُّ باب «فاي»
فاي: لحظةً!
تفتحُ البابَ
فاي: اووو…
أهلًا «باتيلد»…
رحَّبتْ «فاي» مرتبكةً.