لم يجول بخاطري أبداً أن أبيع روحي إلى الشيطان إلا أن هذا ما كان فقد كنت أبلغ من العمر ستة عشر عاماً، وكنت من محبي فصل الشتاء وقصص الرعب والجان، وكنت دائمة البحث فيها والتجربة فيما يخصها، وقد كانت ليلتي الموعودة التي كنت ساهرة فيها وجميع من في المنزل نيام وبدأت ممارسة هوايتي، اليوم كنت أبحث عن تحضير الجان وأثناء عملية البحث على الإنترنت صادفني هذا الموقع الغريب وعند الدخول إليه كانت له مطالب وقمت بها.
خيرني في الاستمرار أو الخروج فأكملت وطلب إحضار ثلاث شمعات وإشعالهم، ومرآة، وأن أطفئ الأنوار وأجلس على الأرض وقمت بترديد كلمات محددة لعشرين مرة مع النظر في المرآة ثم إغلاق العينين، مع الاستمرار في تلك الطقوس كنت أشعر بأن جو الغرفة يسخن كما أننا ننتقل إلى أحد اشهر الصيف شديدة الحرارة وعندما قمت بفتح عيني أصابني الرعب فما كان أمامي شئ لا يوصف، كائن غريب مخيف مما الجمني بعض الوقت حتى عندما حاولت الصراخ فصوتي لم يظهر كما لو كان ما حولي فضاء خالي لا يسمح فيه بانتقال الصوت.
استجمعت قوتي وما تبقى من شجاعتي وخاطبته وطالبته بالانصراف، فكانت قوة الرعد تزداد كما ل وكانت تصدر داخل غرفتي وكان هناك زلزال رج كياني وازدادت الحرارة أكثر وأكثر، وهنا تحدث الكائن مخبراً إياي بأنه انتهى الأمر ولم يعد هناك مجال للتراجع، وأخبرني بأنه سيكون طوع أمري هو وقبيلته ولكن بشرط تنفيذ بقية الطقوس وإلا تحولت حياتي إلى جحيم ولن ينقذني منه شئ حتى أنه لن يسمح لي بالموت.
راودني هنا الطمع داء البشر القاتل فسألته ما المتبقي فأخبرني بمصيبة كبيرة إذ علي أن أقتل كل شهر إنسان وأحضر له دمه وأن أخرج قلبه وأقطعه وأدفنه في إحدى المقابر، لم أتحمل وفقدت وعيي وعندما أفقت كان على حاله يترقبني بعينيه الملتهبة وطلب أن أقتل أبوي وإلا فإنه سيحول حياتي إلى جحيم لا يطاق ففعلت، ويا للهول مما فعلت قتلت أبي وأمي وأحضرت دمهما له واقتلعت قلبيهما اللذان حنيا علي طوال عمري وقطعتهما وقمت بدفنهما.
قام المارد بتغطية آثار ما فعلت حتى لا يتم كشفي، ومرت الأيام وأصاب القلق إخوتي وقاموا بالتبليغ عن اختفاء أبي وأمي وبالمصادفة نزل أخي إلى القبو حيث دفنت جثتي أبي وأمي ولاحظ الرائحة المنتنة وحفر واكتشف الجثتين ومع صراخه نزل بقية إخوتي إلى القبو فأغلقت عليهم وقمت بقتلهم وقدمتهم أضاحي للكائن مما زاد إعجابه بي وتمسكه وأصبح هو وكل قبيلته في خدمتى.
حقق الكائن المرعب وعده وجعل الدنيا طوع أمري نجاح في العمل ومال وشهرة حتى أنني امتلكت منزل كبير ومحاط بحديقة وتخلصت من منزلي القديم ومن آثار جرائمي به وفي منزلي الجديد، استكملت مسيرتي مع هذا الشيطان والتزمت معه بتقديم الأضاحي البشرية حيث خصصت له مكان بالقصر لتنفيذ الطقوس ودفن الجثث ومازالت هذه حالي شيطانة بشرية تعيش بين البشر كانت الدنيا ملكي ولكن خسرت الأهم خسرت ربي.