قصة يوم الأضحى

منذ #قصص عالمية

إنتهت الصلاة.. كان أحمد يريد أن يستمع إلى الخطبة فقال لأبيه: لنهاتف الآن أهل المنزل يا أبي، فإذا لم يكن الجزار قد جاء فعندها يمكننا الانتظار ونستمع للخطبة ونحظى بالثواب.

تقدم الأب في زاوية من زوايا المسجد وأخذ يتصل بهاتفه المحمول بأهل المنزل.. بعد قليل أتى الأب وجلس إلى جانب ابنه وهو يبتسم ويقول: اِتصل الجزار بأمك في المنزل، وأخبرها أنه سيتأخر قليلاً عن الموعد المتفق عليه. ِابتسم أحمد وسعد كثيراً لأنه سيجلس لسماع الخطبة.

رويداً رويداً سكت الناس وارتفع صوت الخطيب.. لم يمض وقت طويل حتى أتم الخطيب خطبته.. بسرعة ركب أحمد مع أبيه سيارتهما وقفلا راجعين إلى المنزل.. أصر أحمد على أن يرجعا من غير الطريق الذي أتيا منه.. لم يمانع الأب.. بعد قليل كان أحمد وأبوه أمام منزلهما. من شرفة المنزل لوحت الأم لهما وقالت: ِاذهبا فتعجلا الجزار. مع ذلك لم يذهبا.. أين يذهبان؟ لابد أنه الآن عند غيرهم يذبح لهم خرافهم.

ابتسم الأب لزوجته التي كانت تبدو قلقة كعادتها وقال: سيأتي حالاً يا أم أحمد.. أنت تعرفين المعلم عبدالفتاح جزاراً يلتزم بكلمته.. ولكن، أين علي؟

كان علي في شرفة المنزل يودع خروفه.. لم يكن وحده.. بل كل صغار العائلة كانوا معه، ينظرون إلى الخروف ويودعونه.. لم يستطع الأب وابنه أحمد إلا أن يضحکا، وهما يريان الأطفال يحنون على الكبش، وهم الذين كانوا يذيقونه الويلات منذ أتوا به من السوق.. والآن كلهم يتسابق في تقديم البرسيم إليه والحنو عليه.

حينما دخل الأب وابنه كانت هدی، ابنة عم أحمد تقبل الخروف وتقول: أنت خروف لطيف جداً، كنت أريد أن أخذ صورة معك حتى لا أنساك، ولكن أبي رفض.. لم يمض وقت طويل حتى أتى الجزار عبد الفتاح وأعد الحبال التي يقيد فيها الخروف ومن ثم يعلقه بعد ذبحه.. تجمعت العائلة كلها لترى الخروف وهو يذبح .. أصر أحمد، على أن يمسك الخروف بيده عند الذبح قائلاً: أنا لا أخاف

كان الصغار يتقدمون تارة لرؤية عملية ذبح الخروف، ثم يشعرون بالخوف من منظر الدماء فيتراجعون تارة أخرى ثم ما يلبثون أن يتقدموا وهم يقولون بصوت عال ومستمر، الله أكبر.. الله أكبر..

بعد قليل انتهى كل شيء.. رقد الخروف مذبوحاً وأخذ الأولاد يلعبون.. ثم أخذ المعلم عبدالفتاح يسلخ الخروف ليقطعه ويقسمه إلى ثلاثة أقسام قسم يذهب إلى الأقارب، وقسم يذهب إلى الفقراء والقسم الثالث تحتفظ به الأسرة لنفسها، كما تقضي بذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك