يحكى أنه كان هناك ملك يعيش في مملكة بعيدة، وكان للملك أثني عشرة ابنة، كان يحبهن ويدللهن، وكانت الأثنتى عشرة أميرة ينمن في غرفة واحدة، لاحظ الملك أن شيئاً غريباً يحدث، بعد أن تذهب الأميرات للنوم كل ليلة، فقد كن يستيقظن في الصباح ليجد الملك أحذيتهن قد بليت، فيشتري لهن اثنتي عشرة حذاء جديد، وفي صباح اليوم التالي يجد الأحذية قد بليت، حين سأل الملك الأميرات عن سر الأحذية قلن له أنهن لا يعرفن السر.
فأعلن الملك في كل الممالك المجاورة أن من سيعرف سر الأميرات، سيزوجه أي أميرة يختارها، فتقدم العديد من الأمراء والفرسان للملك ليحاولوا كشف السر، وكانوا يبيتون في القصر كل ليلة دون فائدة فطردهم الملك جميعاً.
وكان هناك بالقرية شاب فقير، أراد أن يجرب حظه عله يفوز بالزواج من إحدى الأميرات، فتوجه الشاب لقصر الملك، وفي الطريق وجد الشاب سيدة عجوز تطلب المساعدة لأنها جائعة، فأعطاها الشاب من طعامه وأطعمها حتى شبعت، وهم بالانصراف.
لكن العجوز سألته عن وجهته فأخبرها أنه متوجه لقصر الملك، ليساعده في كشف لغز الأميرات، فأعطته عباءة هدية وأخبرته أنه عباءة سحرية للتخفي، من يرتديها يختفى عن الأنظار، وطلبت منه ألا يشرب شيئاً تعطيه له الأميرات.
فذهب الشاب إلى قصر الملك، وأخبره أنه جاء ليحل لغز الأميرات، فقال له الملك أنه إذا لم يقم بحل اللغز سيدخله السجن،
جهز له الملك غرفة بجوار غرفة الأميرات، وفي المساء بعد أن دخلت الأميرات إلى غرفتهن، توجه الشاب لغرفته فأحضرت له إحدى الأميرات كوباً من العصير، كان الشاب قد نسي كلام السيدة العجوز، فشربه الشاب ثم غلبه النعاس..
وفي الليلة التالية أحضرت له إحدى الأميرات كوباً من العصير فشربه وراح في نوم عميق، وفي الصباح استدعاه الملك وأخبره أنه إذا لم يقم بكشف سر الأميرات في تلك الليلة فسوف يدخله السجن، وفي المساء تذكر الشاب كلام السيدة العجوز وحين أحضرت له الأميرة العصير، انتظر حتى انصرفت الأميرة وقام بسكبه، ثم ارتدى العباءة فاختفى تماماً وتوجه إلى غرفة الأميرات.
فوجد إحدى الأميرات تلصق أذنها على الحائط الملاصق لحجرته، فأصدر صوت غطيط، بعد ذلك وجد الأميرة الكبرى تزيح سريرها جانباً وتقوم بفتح باب سري تحت السرير، تنزل الأميرات مائة درجة من سلم يوصل إلى الغابة، ثم يسرن مسافة طويلة حتى يصلن إلى البحيرة، فيأتي لهن إثني عشر أميراً داخل قوارب، ويصطحبهن داخل القوارب.
فركب الشاب في أحد القوارب ليعلم أين يذهبن، وجد الشاب قصراً كبيراً دخلت فيه الأميرات، وداخل القصر كانت الموسيقى تعزف، وأخذت الأميرات ترقصن حتى اقترب الصباح وقد بليت أحذيتهن من الرقص.
فعادت الأميرات من نفس الطريق إلى القصر، ودخلن أسرتهن، في الصباح أرسل الملك في طلب الشاب وسأله إن كان عرف سر الأميرات، فأخبره الشاب بما رآه، فرح الملك لأنه عرف السر، وطلب من الشاب أن يختار إحدى الأميرات ليتزوجها، إختار الشاب الأميرة الصغرى ففرحت وتزوجا وعاشا معاً في سعادة، أما باقي الأميرات فقد حزن لأن الملك قام بإغلاق الباب السري داخل حجرتهن ولن يتمكن من الذهاب للرقص مجدداً..