هل جربت يوماً أن يكون هناك شخص متربص بك، يتابع كل خطواتك، تجده خلفك في كل الأوقات يراقبك، لا تشعر بالأمان حتى وأنت في منزلك؟ هذا بالضبط ما حدث مع جيسي، فتاة أمريكية كانت تعيش بمنزلها بكل أمان، لكن انتقل للعيش بجوارها رجل، جعل منها هدفه، وبقي يتربصها في كل الأوقات، وفيما يلي قصة هذه الفتاة.
أعرفكم بنفسي أولاً.. أنا جيسي لدي 13 عاماً، كنت سعيدة دائماً، أذهب إلى مدرستي مشياً، ألعب مع أصدقائي هناك، لا أهتم بأي شئ سوى استمتاعي بهذه الفترة من حياتي، كنت أقوم بعمل واجباتي أولاً بأول، دائماً متفوقة في دراستي.
كان بجوارنا منزل لا يسكن به أحد، كنت أظنه أنه مهجوراً، لأنني لم أرى أحد يسكن به من مدة طويلة، لكن في يوم من الأيام أتي رجل في منتصف الثلاثينات أو أكبر قليلاً، وسكن في المنزل، كان اسمه جاك، تودد جاك إلي أمي التي وثقت فيه حينها كثيراً، واعتبرته واحداً منا، لم يكن لدى جاك أي أطفال، فهو لم يسبق له الزواج من قبل.
كان جاك إنسان شديد الهدوء، كان لطيفاً دائماً معي ومع أمي، ففي مرة كنت أنا وأمي نقوم ببعض الإصلاحات في منزلنا، وعندما أتى وشاهدنا هكذا، عرض علينا المساعدة في تخليص بعض الأشياء، فهو كان مجامل إلى أقصى درجة، وبالفعل قام بمساعدتنا في إنجاز بعض الأعمال الخشبية التي كانت صعبة علينا.
هذا كان في البداية، كنت أنا وأمي نرتاح كثيراً له ونقدر ما يفعله لمساعدتنا، لكن في مرة كنت موجودة في الحديقة الخلفية لمنزلنا، عندما جاء وقال لي أنه سوف يقوم بعمل بعض الأشياء في السور الخلفي والتي طلبتها منه أمي، فقلت له حسناً، لكنني شعرت أن هذا ليسس هدفه الأساسي، فكان يحاول التكلم معي في أمور خاصة جداً، وهو ما أشعرني بالقلق والخوف منه أيضاً.
وفي أثناء حديثة معي وجدته أصبح عصبياً جداً، والعرق ينزل منه بكثافة وبشكل غزير، وكان أيضاً ينظر لي بشكل مخيف ومرعب..
وفي الصباح لليوم التالي وأثناء تجهيز نفسي للذهاب للمدرسة، أتت أمي إلى غرفتي وقالت لي أنها لا تريدني أن أتكلم مع جاك مرة أخرى.
سألتها عن السبب ولماذا لا أتحدث معه، فأنا لم أقل لها أي شيء مما حدث منه أمس في الحديقة، فقالت لي أن جاك رجل غريب عنا ولا نعرفه جيداً، ولا نعرف من أين جاء وما هي خلفيته السابقة، وقالت لي أن أقوم بغلق الأبواب والشبابيك عندما لا تكون هي موجودة بالمنزل، وأن لا أسمح لأحد بالدخول خاصة جاك.
ظننت أن أمي تخاف علي ليس أكثر من هذا، فسمعت كلامها ولم أعد أتحدث مع جاك نهائياً، وفي الصيف قررت أنا ومجوعة من أصدقائي أن نقوم بالتخييم في الغابة التي تقع وراء منزلنا، فجمعنا الحطب وبنينا كوخاً صغيراً من الخشب وبقايا الخردة، وبقينا نلعب ونلهو به طول الصيف.
وفي يوم من الأيام عندما عدت من المدرسة، ذهبت إلي الكوخ الذي بنيناه حتى أطمئن انه مازال موجوداً، وكانت المفاجأة أن الكوخ أصبح كالبيت، فهناك شخص قام بإصلاحه وتحويله إلي كوخ بالفعل، كان به باب وشباك ومنظم ومرتب من الداخل، وكان به رسالة مكتوب عليها "إلى جيسي".
عرفت أن الرسالة من جاك، وأنه هو من قام بكل هذا الإصلاح في الكوخ، ففتحت الرسالة وكان مكتوباً بها "جيسي يا عزيزتي، لقد شاهدت الكوخ الذي صنعتيه أنت وأصدقائك، وأنا أرى أنه لا يناسبك، لذلك قمت بإصلاحه وتحويله إلي كوخ جميل، وأتمنى أن نعيش فيه أنا وأنت الآن".
في البداية لم أستطع أن أدرك نية جاك من وراء هذا الكلام، ولسذاجتي قمت بكتابة جواب شكر له على ما قام به، ووضعته بداخل الكوخ لأنني أعلم أنه سوف يأتي إليه مرة أخرى.
وفي اليوم التالي وعند عودتي إلى الكوخ مرة أخرى، وجدت رسالة ثانية كان مكتوب بها العديد من الأشياء ولكن أهمها كان "أنا أريد أن أصبح صديقك، وأن أعيش معك إلى الأبد"، وكان هناك شيء غريب لم أفهمه في حينها قال فيه: "أنه لن يسمح لأحد أبداً أن يضرني، أنه سوف يقوم بحمايتي دائماً".
لكن للمصادفة أتت أمي إلي الكوخ قبل أن أنهي قراءة الجواب، فأخذته مني وقامت بقراءته، واندهشت من الكلام المكتوب فيه، وتساءلت لماذا يكتب رجل يبلغ من العمر سبعة وثلاثين عاماً، مثل هذا الكلام لطفلة لم تتم الثلاثة عشر عاماً!!
اِتصلت أمي بالشرطة في الحال وطلبت منهم أن يأتوا إلي المنزل، وأخبرتهم بأمر الرسالة، وعندما قرأوا الرسالة قالوا لنا أن جاك هذا مجرم، كان مسجون قبل أن يطلق سراحه مؤخراً، ويعود إلى المنزل، وقاموا بإلقاء القبض عليه مرة أخرى في اليوم التالي، ورجع السجن مرة ثانية.
قالت لي أمي أن جاك مجرم، وقد حكمت عليه المحكمة بسنتين سجن، ولم تمر فترة طويلة على ما حدث له، وقام بإرسال رسائل مليئة بالغضب والكراهية إلى أمي، وكان مكتوبا في إحدى رسائله أنه مندهش كيف استطاعت هي أن تكذب على الشرطة، وتدخله السجن وهي تعلم بأنه على علاقة حب مع ابنتها.
فما كان من أمي إلا أن قامت بإبلاغ الشرطة بأمر هذه الرسالة الجديدة، وهو ما جعل المحكمة تزيد له سنة أخرى على مدة سجنه، ومرت فترة طويلة على هذا مما أنساني أمر جاك تماماً، ولم أعد أفكر به.
في أحد الأيام وأثناء عودتي من مدرستي مشياً كعادتي دائماً، قابلت جاك ووقف أمامي مباشرة ينظر إلي نظرة مرعبة، خفت جداً وقمت بالجري والإسراع، ودخلت منزلنا وأنا مرعوبة.
كان هذا اللقاء بداية فيلم الرعب الذي عشته لمدة طويلة، كان جاك يتربصني في كل يوم، كان يقف أمام المدرسة ينتظر خروجي منها، ويظل يسير خلفي وأنا في قمة الخوف منه، وكان يجلس في حديقة منزله وينظر إلي نظرات مرعبة، وكان يضحك ضحكات شريرة جداً، كنت كأنني أعيش في كابوس أريد أن أستيقظ منه في أسرع وقت، ولكنني لا أستطيع.
في يوم من الأيام وعندما فتحت باب منزلنا للذهاب إلى المدرسة، رأيت دباً أمام المنزل كان مكتوب عليه اسمي جيسي، أبلغت أمي الشرطة لكن الشرطة لم تفعل شيئاً لأنه لا يوجد دليل على أن جاك هو الفاعل، استمر جاك في تتبعي أثناء ذهابي وخروجي من المدرسة، كنت لا أعرف ماذا أفعل، كنت خائفة منه جداً.
قررت أمي في هذا الوقت أن ترسلني إلي مكان بعيد عنه، حتى لا يستطيع ملاحقتي، فأرسلتني إلي بيت جدتي في المدينة المجاورة لنا، لكن جاك تبعني إلى هناك، كان ورائنا خطوة بخطوة إلى أن وصلنا إلى منزل جدتي، فقمنا بإبلاغ الشرطة بأن هذا مخالف لشروط إطلاق سراحه، فقبضت عليه الشرطة في الحال، لكن كان معه محامون كثر، وما هي إلا أيام وخرج من السجن بعدما دفع الكفالة المالية.
بعد خروج جاك من السجن قرت أمي أن ننتقل للعيش في أحد الأماكن لكن دون أن يعرف جاك، وبالفعل عثرنا على فندق صغير وانتقلنا للعيش به ولم يستطع جاك معرفة مكان انتقالنا الجديد.
بعد ذلك سمعنا أن جاك حكم عليه بالسجن لمدة ثلاثين عاماً، في قضية اغتصاب فتاة، وبقيت هذه التجربة عالقة في ذهني حتى الآن، ولم أعد أثق بأي شخص بعد ما حدث.