قصة الأرنب بيتر هي قصة للأطفال من تأليف الكاتبة البريطانية بياتريكس بوتر ، وهي تتبع قصة الأرنب المشاغب بيتر والذي كان متعطشاً لمطاردة السيد ماكريجوري عبر حديقته ، وفي كل مرة يهرب ثم يعود للمنزل فتضعه والدته في فاشه وتقدم له شاي الكاموميل ، وقد كتبت بوتر تلك المجموعة القصصية في عام 1892م خصيصاً للطفل نويل مور البالغ من العمر خمس سنوات ، وهو ابن مربيتها السابقة آني كارتر مور .
ثم قامت مور بتنقيحه وطبعه بنفسها في عام 1901م بعد أن رفضه عدد من الناشرين ، ولكن تم طبعه مرة أخرى في نسخة تجارية عام 1902م وقد حقق نجاحاً كبيراً ، ثم تمت طباعته عدة مرات أخرى في سنوات تالية ، وتمت ترجمته إلى أكثر من 36 لغة ، وهو يعتبر من القصص الأكثر مبيعاً على الإطلاق .
القصة :
ذات مرة كان هناك أربعة أرانب صغيرة ، وكانت أسمائهم فلوبسي وموبسي والذيل القطني وبيتر ، وكانوا يعيشون مع أمهم في حفرة رملية ، تحت جذر شجرة تنوب كبيرة جداً في الغابة ، وفي صباح أحد الأيام قالت والدتهم السيدة رابيت لبيتر ” الآن ، يا عزيزي قد تذهب إلى الحقول أو إلى الغابة ، لكن لا تذهب إلى حديقة السيد مكجريجور أبداً : لقد تعرض والدك لحادث هناك ؛ لقد وضعته السيدة ماكغريغور في فطيرة ! ” .
“والآن يا عزيزي ، أنا سأذهب خارج المنزل ، فلا تتورط في المشاكل ” .
ثم أخذت السيدة رابيت السلة ومظلتها ، وذهبت عبر الغابة إلى الخباز لتشتري رغيفاً من الخبز الأسمر وخمس كعكات زبيب ، جري كل من فلوبسي وموبسي والذيل القطني – الذين كانوا أرانب صغيرة جيدة – إلى الغابة لجمع التوت الأسود ، لكن بيتر ، الذي كان شقياً للغاية ، ركض مباشرة إلى حديقة السيد مكجريجور ، وانزلق ودخل من تحت البوابة إلى الحديقة .
بدأ بيتر أولاً في أكل الخضروات وبعض الفاصوليا الفرنسية، ثم أكل الفجل ، ثم شعر بالتعب ولكنه ذهب ليبحث عن بعض البقدونس ، وعندما وصل لسياج الحديقة وجد أمامه السيد مكجريجوري ! كان السيد مكجريجور جالس على يديه وركبتيه ليزرع الكرنب الصغير ، لكنه عندما رأى بيتر قفز وركض نحوه وهو يلوح ويصرخ : “أوقفوا اللص”.
كان بيتر خائفا جدا ، وأخذ يركض في جميع أنحاء الحديقة ، لأنه قد نسي الطريق إلى البوابة ، وأثناء ركضه فقد بيتر فردة حذائه بين الكرنب ، والفردة الأخرى بين البطاطا .
بعد أن خسرهم استطاع أن يركض أسرع ، حتى أظن أنه ربما يكون قد أفلت من السيد ماكريجوري ولكنه للأسف اصطدم بشباك التوت البري ، وعلقت الأزرار الكبيرة الموجودة في سترته في الشباك ، كانت سترة زرقاء مع أزرار من النحاس الأصفر وكانت جديدة تماماً .
جلس بيتر وهو يبكي ويذرف دموعاً كثيرة لأنه تأكد أنه سيقع في يد السيد ماكريجوري لا محالة ، وكان صوت بكاؤه مسموع ، فسمعه بعض العصافير الودودة ، فطارت إليه بيتر سلم نفسه للخسارة ، وألقى دموعاً كبيرة.
لكن سماعه كانت مسموعة من قبل بعض العصافير الودية ، التي طارت إليه بحماس كبير ، وناشدته أن يبذل بعض الجهد لتخليص نفسه ، وفي تلك اللحظة وصل السيد ماكجريجور وهو يحمل في يده غربال وكان ينوي أن يهوي به على رأس بيتر ، ولكن بيتر استطاع أن يجري في الوقت المناسب وتركت سترته في الحديقة .
وهرع بيتر نحو مخزن المعدات واختبأ داخل علبة ،كان من الرائع أن يختبئ بيتر في مكان ما ولكن العلبة كانت مليئة بالماء ، أما السيد ماكريجوري فقد كان على يقين أن بيتر مختبئ في مكان ما داخل الحديقة ، فبدأ يبحث بعناية في كل مكان .
وفي تلك اللحظة عطس بيتر ! ، وكان السيد مكجريجور بجواره فحاول وضع قدمه على بيتر ، الذي قفز من النافذة ، وسقط على ثلاث نباتات ، كانت النافذة صغيرة للغاية بالنسبة للسيد مكجريجور ، وكان متعباً من الجري خلف بيتر ، فقرر العودة إلى عمله في الحديقة .
جلس بيتر ليرتاح ولكنه كان يرتجف من الخوف ، ولم يكن لديه أدنى فكرة عن طريقة الذهاب إلى المنزل كما كان مبللاً جداً بسبب الجلوس في تلك العلبة ، بعد مرور بعض الوقت ، بدأ يتجول ، وذهب إلى يبحث في كل مكان ، فوجد باباً في جدار ،لكنه كان مقفلاً ، ولم يكن هناك أي مكان لأرنب صغير ليمر أسفله .
رأى بيتر كان الفأر العجوز يخترق الأرض ويخرج من أسفل الحجارة ، حاملاً البازلاء والفاصوليا لعائلته في الغابة ، فسأله بيتر عن الطريق إلى البوابة ، لكن الفأر كان يحمل كمية كبيرة من البازلاء في فمه حتى أنه لم يستطع الإجابة ، فهز رأسه فقط ، بدأ بيتر في البكاء .
ثم حاول أن يجد طريقه مباشرة عبر الحديقة ، لكنه أصبح في حيرة أكثر وأكثر ، ووجد نفسه أمام بركة وكان السيد ماكريجوري يملأ منها السيد علب المياه لحديقته ، وكانت هناك قطة بيضاء تحدق في بعض الأسماك الذهبية ؛وكانت هادئة جداً ثم بدأت تهز في ذيلها ، اعتقد بيتر أنه من الأفضل أن يذهب بعيدا دون الحديث معها ؛ فقد سمع عن القطط من ابن عمه الصغير بينجامين باني .
عاد الأرنب بيتر إلى مخزن المعدات ولكن فجأة سمع صوت مجرفة قريبة جدا منه ، هدأ بيتر تحت أحد الشجيرات ، فلم يجد شيئاً يحدث لذلك قرر أن يقفز فوق عربة يدوية كانت في الحديقة ، وأول شيء رآه هو السيد مكجريجوري كلن ظهره نحو بيتر ويقوم بتعليق البصل ، وأمامه كانت البوابة ! نزل بيتر بهدوء شديد بعيداً عن عربة اليد ، وبدأ يركض بأسرع ما يمكن وتوارى خلف بعض شجيرات الكشمش الأسود ، فرآه السيد ماكجريجوري ، لكن بيتر لم يهتم ، وانزلق بسرعة تحت البوابة ، وأصبح خارج الحديقة .
علق السيد ماكريجوري جاكت بيتر الصغير وحذائه على الفزاعة لتخويف الطيور السوداء ، ولم يتوقف بيتر عن الركض أو النظر خلفه حتى وصل إلى شجرة التنوب الكبيرة ، وكان متعباً جداً لدرجة أنه انزلق على الرمال الناعمة اللطيفة على قاع حفرة الأرانب ، وأغلق عينيه ، وكانت والدته مشغولة بالطهي؛ فتساءلت في نفسها ماذا فعل بملابسه ، لقد كان هذا هو الجاكيت الصغير الثاني و الأحذية التي يفقدها بيتر في أسبوعين ! ولم يكن بيتر على ما يرام ، فوضعته والدته في السرير ، وصنعت له شاي الكاموميل ، بينما كان إخوته فلوبسي وموبسي والذيل القطني يأكلون الخبز والحليب والتوت على العشاء !