قصة الغرفة المسكونة

منذ #قصص عالمية

ذهبت أنا وعدد من أصدقائي للعمل بإحدى قرى الساحل الشمالي منذ عدة سنوات عندما كان الساحل الشمالي ليس مأهولاً بنفس الكثافة السكانية الموجودة الآن، كنا نعمل داخل القرية ليلاً وفي المساء وفرت لنا إدارة القرية غرفة خارج أسوار القرية بحوالى 500 متر كانت الغرفة وحيدة ليس يحيط بها أي مساكن أخرى مجاورة، غرفة واسعة تسع لمجموعة من الأفراد ذات مدخل واحد له باب متهالك ولها شباك صغير موجود للتهوية.

عندما دخلنا تلك الغرفة وجدناها مليئة بالمسامير في كل ركن من أركان الغرفة بطريقة مبالغ فيها جداً وملفتة للأنظار ما يقرب من المئات من المسامير موزعة بكل الجوانب لم نبالي ساعتها فقد كنا مرهقين من العمل ومحتاجين لقسط من النوم.

في اليوم التالي وجدنا أحد الرجال العرب بالقرية وهو من سكان المنطقة فأخذ أحدنا الفضول لسؤاله عن سبب وجود كل تلك الكمية من المسامير فضحك كثيراً ثم أجابنا أننا من فعلنا هذا فأخذ الاستغراب منا حيزاً كبيراً وسألناه: أنتم من؟ قال: العرب. فقلنا: لماذا؟ فاستطرد قليلاً ثم قال لا أريد أن أخيفكم، فألححنا عليه أن يخبرنا وتحت وطأة الإلحاح الشديد قال لنا أننا لطالما ما نفعل ذلك في الأماكن المنعزلة مثل غرفتكم لأن الجن غالباً ما يسكنه ويتخذه ملجئاً له، فضحكنا كثيراً ثم انصرفنا لأن كل ما سمعناه أثبت لنا جهل ذلك العربي وإيمانه بالخزعبلات التي لا نؤمن نحن أهل الحضر بها .

وكالعادة ذهبنا إلى غرفتنا لننال قسطاً من الراحة وفي الصباح سألني أحد أصدقائي لماذا كنت تفتح باب الغرفة لقد كان الجو شديد البرودة بالأمس، فأجبته أنني لم أفتح باب الغرفة مطلقاً بالأمس كما أنني لم أستيقظ قط إلا في الصباح معكم لكي نذهب إلى العمل، فذهبنا إلى أصدقائنا واحداً تلو الآخر وكل منهم يجيبنا أنه لم يقم بفتح الباب بالأمس فظننا أن ربما شدة الرياح هي ما كانت تفتح الباب إذ أن الباب متهالك شديد القدم.

بعد انتهاء عملنا ذهبنا إلى غرفتنا واقترح أحد الأصدقاء أن نقوم بالترفية عن أنفسنا وأن نقوم بجولة داخل القرية التي كنا نعمل بها فوافق الجميع إلا أنا لأنني كنت أشعر بالإرهاق، فذهب الجميع وبقيت وحدي في الغرفة.

وبعد فترة وبينما أنظر من الشباك الصغير وأنا أتناول كوب من الشاي سمعت من يطرق الباب ففزعت لأنني أنظر من الشباك ولا يحيط بالغرفة شيء فبوسعي رؤية ما إذا كان هناك أحد يطرق الباب أم لا ولكنني لم أرى أي شخص قادم!! ثم أخذ دق الباب في الزيادة بطريقة سريعة ومرعبة وأنا أرى الباب ولا أحد موجود بالخارج فأخذت نفساً عميقاً مستجمعاً فيه شجاعتي وسألت: من الذي يطرق الباب؟ فلم يجبني أحد ولكن توقف طرق الباب، فأخذت أقترب من الباب بهدوء وحذر وترقب شديدين وعندما اقتربت من الباب للغاية انطلق الطرق مجدداً ولكن بقوة شديدة ففزعت وانطلقت مسرعاً نحو الشباك الصغير وقفزت منه مسرعاً في الطريق حافي القدمين، وأخذت أجري بعيداً عن الغرفة وبعد دقائق كنت قد ابتعدت عن الغرفة وظللت فزعاً أنتظر عودة أصدقائي أعاني من برد الليل مذهولا مما رأيت.

وبعد عدة ساعات رأيت أصدقائي قادمين من بعيد فهرعت إليهم وأخبرتهم بما حدث معي فأخذوا يستهزؤون بي ويسخرون مني، ثم ذهبنا نحو الغرفة. وعندما اقتربنا نظر أحدنا من الشباك ثم قال لا يوجد أحد بالغرفة إنها مظلمة ربما غفوت يا صديقي وتخيلت ما حدث ودعانا إلى الدخول إلى الغرفة وبينما نحن متجهون إلى الغرفة وبالتحديد عندما أصبح باب الغرفة في مواجهتنا أضيء مصباح الغرفة فأخذنا في الصراخ مبتعدين عن تلك الغرفة العجيبة فنحن نعلم أن الغرفة ليس بها أحد فكيف اشتعل المصباح!!

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك