كثير من الأبناء يتطلعون إلى أن يصبحوا مثل آبائهم في كل شيء، ومن هؤلاء الأبناء بطلتنا جسيكا، جسيكا ابنة لأب طبيب جراحة مشهور، وأمها مدرسة، كانت جسيكا منذ طفولتها تتطلع إلى أن تدخل كلية الطب وتصبح طبيبة مشهورة مثل والدها. وعندما أنهت المرحلة الثانوية، أصرت على دخول كلية الطب حتى تصبح الطبيبة التى كانت تتطلع لها منذ صغرها، كانت جسيكا تجد نفسها يومياً أثناء دراستها فى كلية الطب تذهب إلى ثلاجة الموتى، تجد نفسها تفتح الثلاجة وتنظر إلى الجثث الملقاه هناك!!
أليس هذا غريب نوعاً ما، كانت دائما ما تسأل نفسها هذا السؤال، لكن كان شغفها الوحيد هو أن تنظر إلى ثلاجة الموتى هذه، فى بداية الأمر ظنت أنه حب إستطلاع وفضول ليس أكثر، ولكنها بدأت فى مواجهة كوابيس أشد رعباً أثناء نومها.
كانت جسيكا تسير فى الكلية، الظلام يخيم على المكان، لا يوجد أحد غيرها هناك، تسير بدون هدف وبدون وجهة محددة تتجه إليها.. لكن فجأة وبدون مقدمات تجد نفسها تسير نحو ثلاجة الموتى، وكأن شخصاً أو شيئاً خفياً دفعها إلى هناك، عندما وصلت إلى الثلاجة، بدأت أدراجها تنفتح، وإذ فجأة ينهض الموتى الراقدون فيها، وينظرون إليها فى مشهد أرعبها وأخافها، فبدأت تصرخ وتستنجد بأي أحد هناك، لكن كيف لأحد أن ينجدها وهى بمفردها ليس معها أحد!! فركضت إلى الخارج مسرعة..
كان هذا هو الكابوس الذى يلازم جسيكا كل يوم، كل يوم تشاهد نفس الشيء، تصرخ مستنجدة بأي أحد، لكن لا أحد ينجدها، فتستيقظ متعرقة، تلهث من شدة الرعب الخوف التي واجهتة وهي نائمة، لكنها تذهب إلى الكلية وتستكمل يومها ومحاضراتها بشكل طبيعي، وكأن شيئاً لم يحدث.
ومن بعد بداية تلك الكوابيس المرعبة، أصبحت جسيكا ترتعب من ثلاجة الموتى، لم تعد تحب الوقوف أمامها، لا تحب النظر لوجوه الموتى الذين سُلبت منهم نسمة الحياة، وأصبحت وجوههم شاحبة..
ولكن اللحظة الفارقة عند جسيكا كانت عندما أتتهم جثة لامرأة مكتوب على بطنها "أتركوني وشأني" فبعدها شعرت جسيكا بألم شديد فى بطنها، فنظرت وإذ بخطوط وحروف غير مفهومة مكتوبة على بطنها!! ما هذه الكلمات غير المفهومة، ماذا تعني، ولماذا أنا؟؟ هذا ما قالته جسيكا من شدة ألمها وخوفها..
بدأت جسيكها فى سؤال زملائها عن إن كان أحداً غيرها شاهد ما رأته، حتى تفهم ما يحدث لها، لكنهم سخروا منها جميعاً، إلا واحدة فقط، قالت لها أنها رأتها بالأمس فى حلمها، وطلبت منها أن تدعها وشأنها، خافت جسيكا كثيرا ، وقالت لها وما دخلنا نحن بهذه السيدة، فهى جثة مثل عشرات الجثث التى تأتي لنا لندرسها!! لكن زميلتها أخبرتها أنها تشعر بأمر غريب ومريب.
أصبحت الكوابيس تزعج جسيكا، فلقد زادت بصورة أدت أنها أصبحت لا تستطيع أن ترتاح، أو أن تستكمل دراستها بشكل طبيعي، وكيف لك أن تعيش بشكل طبيعي وأنت ترى مثل هذه الكوابيس كل يوم!؟
اتصلت جسيكا بزميلتها هذه، وحكت لها عن كوابيسها، لكن زميلتها قالت لها أنها تعرضت للتهديد مرة أخرى عن طريق هذه السيدة، وأنها وجدت كلمات أتركوني وشأني مكتوبة بشكل واضح على جسدها، هنا تذكرت جسيكا ما حدث لها أثناء دخول هذه الجثة إلى المشرحة فى الكلية، فقامت ونظرت إلى بطنها، ووجدت الخطوط الحمراء أصبحت أكثر وضوحاً، ومكتوب "أتركونى وشأنى.. وسأقتلك".
حكت جسيكا لباقي زملائها هذه الأشياء كلها، واتفقوا على التخلص من جثة هذه السيدة بشكل سريع، فدخلوا المشرحة.. لكن بمجرد دخولهم إلى هناك، انقطع التيار الكهربائي، وكانو قد استخرجوا الجثة من الثلاجة، فأضاءت جسيكا كشافها، نظرت حولها ووجدت جميع زملائها معلقون بسقف غرفة ثلاجة الموتى!!
تم شنق جميع زملائها، لم يبق منهم سواها.. لكنها سمعت حركة من ورائها، وفور نظرها للخلف حتى ترى ما يحدث، وجدت نفسها أمام المرأة التي رأتها فى كابوسها عدت مرات، قالت لها أنا بيروشا الساحرة، وأنتم دنستم جسدي، وآن أوان التخلص منكم جميهاً بسبب هذا..
وحدث أن أبواب الثلاجة انفتحت كلها، وخرج الموتى منها، تماما كما كانت تشاهد جسيكا فى كوابيسها.. وهاجم الموتى جسيكا وظلت تصرخ وتستنجد لينقذها أحد.. لكن لا يوجد أحد هناك ولا أحد يسمعها..
فى اليوم التالي، نشرت الصحيفة الرسمية خبرا عن وفاة مجموعة من الطلاب فى كلية الطب، حدث ذلك بعد أن أقفل عليهم باب غرفة ثلاجة الموتى، وكانت تظهر على وجوههم علامات الرعب والخوف الشديد..