اِجتمع الأطفال في ساحة المسجد مع أستاذهم، كي يلعبوا لعبة جميلة وعدهم أستاذهم أن يلعبها معهم، بعد الانتهاء من حفظ جزء من القرأن.
وضع الأستاذ في آخر الساحة صندوقاً كبيراً فيه الكثير من الألعاب الجميلة.
ثم طلب من الأطفال أن يتسابقوا جميعاً عند سماع الصفارة، ومن يسبق له صندوق الألعاب هذا.
اِصطفّ الأطفال جنباً إلى جنب وكل واحد منهم يحلم أن يفوز ويأخذ صندوق الألعاب هذا.
وفجأة انطلق صوت الصفارة، فانطلق الأطفال يركضون بسرعة رهيبة، وبعد دقائق وصل سعيد إلى الصندوق، فصاح مبتهجاً: الصندوق لي.. الألعاب لي وحدي فقط.
صفقّ الأستاذ وصفق الأطفال فرحاً لصديقهم الفائز.
أخذ سعيد صندوق الألعاب وانطلق إلى بيته، فإذا به يسمع صوت الصفارة ينطلق من جديد.
وقف سعيد ونظر جهة الأستاذ مستفسراً، فقال له الأستاذ: مع منْ ستلعب بهذه الألعاب يا سعيد؟
قال صعيد: سألعب بها في البيت يا أستاذ.
قال الأستاذ: ولكن أليس اللعب مع الأصدقاء أجمل وفيه متعة أكبر يا سعيد.
نظر سعيد إلى أصدقائه، ثم نظر إلى صندوق الألعاب.
أكمل الأستاذ حديثه: أرأيت يا سعيد كم صفّق لك الأصدقاء لفوزك عليهم، وكم ستشعر بالفرح عندما تشاركهم اللعب معهم، أليس كذلك يا سعيد؟
شعر سعيد بالخجل من نفسه لأنه لم يفكر بإسعاد أصدقائه، بل فكر بإسعاد نفسه فقط.
وضع سعيد صندوق الألعاب على الأرض، ووزع الألعاب على أصدقائه، واتفقوا على اللعب معاً كل يوم بعد الانتهاء من الدرس.