قصة الرجال والسفينة

منذ #قصص عالمية

أراد جماعة من التجار أن يسافروا بتجارتهم في النهر، فجمعوا بعض المال واشتركوا معاً واشتروا سفينة كبيرة. كانت هذه السفينة من طابقين: طابق علوي، وطابق سفلي.

وفي يوم السفر حضر كل المسافرين، وعملوا بينهم قرعة على مكان الركوب في السفينة. وبعد القرعة صعد بعضهم إلى الطابق العلوي وجلسوا فيه، ونزل الآخرون إلى الطابق السفلي وجلسوا فيه، واستقر المسافرون كل واحد في مكانه.

تحركت السفينة، وبدأت رحلتها الطويلة في النهر. سارت السفينة في سلام وأمان، كان المسافرون مسرورين، يأكلون ويشربون، ويستمتعون بجمال الطبيعة من حولهم. وكان الراكب في الطابق السفي يصعد إلى الطابق العلوي، ويلقي بالدلوي في النهر ليملأه، ثم يجذب الحبل فيخرج الدلو مملوءاً بالماء ويحمله مرة أخرى ثم ينزل إلى مكانه في الطابق السفلي.

وذات مرة، احتاج راكب بالطابق السفلي إلى بعض الماء، فحمل دلوه وصعد إلى الطابق العلوي وملأه من النهر، وأراد النزول إلى مكانه، وفي أثناء سيره اصطدم برجل نائم فوقع عليه، وسقط الدلو من يده وانسكب الماء على الركاب وحاجياتهم. انزعج ركاب الطابق العلوي واعتذر الرجل لهم ونزل دون ماء.

تضايق ركاب الطابق السفلي، واجتمعوا يفكرون في حل لهذه المشكلة. وقف أحدهم وفي يده مطرقة ومسمار كبير وقال: ما رأيكم؟ نثقب ثقباً يدخل منه ماء النهر إلينا، فنشرب ونرتوي، ولا نصعد ولا ننزل، ولا نتعب ولا نضايق جيراننا في الطابق العلوي؟

وافق ركاب الطابق السفلي على هذه الفكرة، جلس الرجل على الأرض، وبدأ يطرق السفينة بالمطرقة والمسمار ليخرق السفينة.. نظر أحد ركاب الطابق العلوي، ورأى ما يحدث، فصاح في خوف وأبلغ زملاءه، وكان بينهم شيخ كبير، قال أحدهم: دعهم وشأنهم، اتركهم يفعلون ما يشاءون.. وقال آخر: ما دام ذلك بعيداً عنا ولن يصل الماء إلينا فلا يجب أن نتدخل في شؤونهم.

رفض بقية ركاب الطابق العلوي هذا الكلام، وأسرعوا إلى الطابق السفلي، وأمامهم الشيخ الكبير. ووصلوا إلى الرجل الذي يحاول خرق السفينة. أخذ أحدهم المطرقة من يده. وقال له الشيخ الكبير في غضب: ماذا تفعل أيها الرجل؟ هل فقدت عقلك؟

فصاح الرجل: نحن نريد راحتكم، لقد تعبنا من الصعود والنزول لنحضر الماء!

فقال الشيخ، لكن ما تفعله خطأ كبير، إنك لهذا العمل تعرضنا جميعاً للخطر!!

فأجاب الرجل: يا شيخنا، إن الجزء الذي أخرقه من السفينة ملك لي، وأنا حر أفعل به ما أشاء.

فرد الشيخ قائلاً: لا يا بني، إن عملك هذا يغرق السفينة ونغرق كلنا معها.

اِلتفت الشيخ إلى الركاب الذين معه وقال لهم: وأنتم مخطئون كذلك، لأنكم رأيتم هذا الخطأ وسكتم عليه. ولم تمنعوا صاحبكم من القيام به. عاهدوني أن تقفوا في وجه الخطأ حتى يرضى الله عنكم.

خجل الناس من كلام الشيخ وعاهدوه ألا يسكتوا على أي خطأ بعد ذلك. أخيراً قال الشيخ لهم: هيا نصلح الخطأ، نتعاون على سد الثقب بسرعة، قبل أن تغرق بنا السفينة.

تعاون ركاب الطابق العوي على جلب الماء لركاب الطابق السفلي، وكان كل راكب في السفينة يجد حاجته من الماء.

ثم أكملت السفينة رحلتها بسلام، وعادت إلى بر الأمان.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك