قال أحمد لأبيه، بعد أن تناولت الأسرة عشائها: جهز نفسك يا أبي
قال الأب: ماذا أجهز يا أحمد؟
قال أحمد: لقد وعدتني يا أبي بالجائزة حين يصل ما أحفظه إلى نصف القرآن
قال الأب: ولكنك ما زلت في سورة الرعد يا أحمد، فأنت في الجزء الثالث عشر وليس الخامس عشر
قال أحمد: لكنني اقتربت من النصف ولم يبق إلا جزئان
قال الأب: حسناً.. أسمعنا سورة الرعد وسأشتري لك جائزة بقدر حسن تلاوتك
قالت الأم: لا تبدأ التلاوة يا أحمد حتى آتيكم بأكواب العصير المثلج، قالت مروة الصغيرة: أبي… حتی تأتي ماما بالعصير قل لي ما معنى الرعد ولماذا جاءت باسمه سورة في القران؟ هل هو حيوان مثل الفيل والبقرة؟ قال الأب كلا يا مروة ليست كل السور القرآنية أسماء حيوانات، والرعد ليس حيواناً لكنه آية أي علامة من علامات قدرة الله سبحانه وتعالى. قال أحمد، أليس الرعد يا أبي هو ذلك الصوت الشديد الذي نسمعه يدوي في الليالي في الشتاء؟ قال الأب، بلى، صدقت يا أحمد.
وهذا الدوي يحدث نتيجة احتكاك سحب كهربائية فالسحب التي ترونها تمر في الجو بعضها مرتفع، والسحب المنخفض تنجذب الى الأرض الباردة فتسير الكهرباء التي تحملها سالبة مثل الأرض، والسحب الأعلى منها تكون موجاتها الكهربية شديدة الحرارة
موجبة) لقربها من الشمس.
جاءت الأم بالعصير، وشرب الجميع، طلبت الأم من أحمد أن يبدأ بالتلاوة، فتلا من أول سورة الرعد حتى وصل إلى قوله تعال: "ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال" (الرعد: ۱۳). صدق الله العظيم.
قالت مروة: أرجوك يا أبي.. أكمل ما قلته قبل التلاوة.
قال الأب: إذا تصادمت سحابتان إحداهما سالبة (منخفضة الحرارة)، والثانية موجبة (مرتفعة الحرارة
حدثت شرارة ضوء عظيمة هي التي تنير السماء ويسميها الناس (البرق) لأنها تبرق أي تلمع. وينتج عن هذا التصادم حرارة مع الشرارة قد تتحول إلى نار عظيمة تسمى (الصاعقة) لأنها تحرق كل شيء في طريقها.
ومن رحمة الله بالمخلوقات الضعيفة أن هذا التصادم لا يحدث كثيراً، ويحدث غالباً على مستوى مرتفع لا يضر الناس والزراعة والحيوانات… ويجب على المسلم حين يرى هذه الأشياء أن يسبح الله ويكبره فيقول: سبحان الله، والله أكبر، وليحفظ نفسه من الشر يستحسن له أن يقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.