تُعتبر المُساهمة التي قدّمها شيفرويل للعِلم والفنّ كبيرةً امتدّت طوال حياته.
كان شيفرويل عالمَ كيمياء، أوصلتُه مبادئ عمله العِلميّ مباشرةً إلى تطبيقها العمليّ في الفنّ وفي الحياة اليوميّة.
عاشَ شيفرويل في فترةٍ مضطربة من التاريخ الفرنسيّ، بدءاً بالثورة الفرنسيّة، التي شَهِدَ فيها وهو ولا يزال ولداً عمَلَ المِقصلة، وصولاً لبناء برج إيفل في أيّامه الأخيرة.
يتطرّق العمل الكيميائيّ المعروف لدى شيفرويل إلى فهمِ خاصيّة الدهون الحيوانيّة. كانت الأهميّة الكبيرة للدهون الحيوانيّة معروفةً في ذلك الوقت، حيث شكّلت الأساسَ في صُنع الصابون والشّمع.
بيّنَ شيفرويل أنّ الدهون مركّبة من غليسيرول بإضافة أحماض دهنيّة – في الأساس، حمض الستياريك، حمض التمر وحمض الدهن. لاحظَ أنّ "تحويل الدهن الحيوانيّ إلى صابون"، عمليّة صُنع الصابون، يستدعي فصل أحماض الدهن عن الغليسيرول، وتحويل هذه المواد الحمضيّة إلى أملاح طعام. أدّت هذه الرؤية إلى إجراءِ تحسينٍ فوريٍّ لعمليّة صُنع الصابون.
لعلّ المُساهمة الكبرى لديه كانت اكتشافُه (المُسجَّل كبراءة اختراع) أنّ في الإمكان صُنع الشمع بجودةٍ أعلى باستخدام الأحماض الدهنيّة. كان يتم صُنع الشمع في تلك الفترة من الوَدَك (مادّة دهنيّة حيوانيّة). كان الشمعُ خفيفاً، يُطلق رائحةً سيّئة ودخاناً، ولا يمكن استعماله بشكلٍ مطمئنّ، كما أنّ نورَها كان ضعيفاً. بما أنّ الشمعَ شكّلَ في ذلك الوقت مصدرَ النور المركزيّ الصناعيّ في العالم المتحضّر، فإنّ اكتشاف شمعٍ بجودةٍ عالية جلب لشيفرويل تقديراً وتمويلاً كبيريْن.
كان عملُ شيفرويل في موضوع الدهون جزءاً من تكريس نفسه لكيمياء "الموادّ الطبيعيّة"
يُعتبر شيفرويل واحداً من الآباء المؤسِّسين لـ"الكيمياء العضويّة". قاده هذا الميل البحثيّ، أيضاً، إلى البحث في السكريّات.
في عام 1815، نجح شيفرويل بعزل السكّر الذي في مدرّ البول لدى أحد مرضى السكّريّ، لكي يثبت أنّه مطابقٌ لسُكر "العنب". كانت تلك الخطوة الأولى في سبيل الاعتراف بالسكريّ كمرضِ تبادِل موادّ (أيْض) خاصٍّ بالسُّكَّر، ولكن كان يجب أن تمرّ مائة سنةٍ لفهمِ المُشكلة بعُمق.
إنّ عملَ شيفرويل على مجموعةٍ أخرى من المواد العضويّة، الصِّباغ، أدّى إلى ترقيته عام 1824 لمنصب مدير مصنع صِباغ سجاجيد الجدران المطرّزة الخاصّ بشركة "غوبلين" في باريس، مُصنِّعة سجاجيد الجدران الأشهر في العالم.
كانت إحدى المشاكل المركزيّة التي اضطرّ شيفرويل إلى التعامل معها هي اختلافات الصِّباغ التي كان يُمكن تمييزها، في بعض الأحيان، لدى غزل صوفِ سجّادة الجدار.
بالفعل، كان جزءٌ من المشكلة يتعلّق ببهتان الألوان، الأمر الذي تعامل معه شيفرويل من ناحيةٍ كيميائيّة. بينما لم تكن للجزء الآخر من المشكلة علاقةٌ ببهتان اللون، وإنما بالتغير الإدراكيّ الذي أثّرَ على التنوّع بفعلِ التناقض الناتج بينه وبين الألوان القريبة منه.
إنّ هذا الاكتشاف الهامّ، الذي أطلق عليه اسم "تناقض متزامن"، جعلَ شيفرويل يطوّر نظريّة الألوان التي أثّرت بصورة بعيدة المدى على عالم الفنّ.
تبدأ النظريّة بملاحظةٍ مفادُها أنّ جهازَنا البصريّ مُصمَّم لأن يُعنى بشكلٍ خاصٍّ بالأطراف والخطوط المُحيطة بالصورة، حيث يُعتبر ذلك جوهريّاً جدّاً في تمييز الحيوانات، الوجوه والأغراض. بكلماتٍ أخرى، عندما تضمّ مساحةٌ ما لوناً رماديّاً غامقاً ولوناً رماديّاً فاتحاً يفصل بينهما حدٌّ مشترَك، فإنّ القسم الذي لونه رماديٌّ فاتح والمُجاوِر للحدّ، سيبدو أفتح لوناً، والقسم الذي لونه رماديٌّ غامق سيبدو داكناً أكثر، (تأثير "المقطع الملائم")، وهذا ما يحدث عندما يكون الحدّ نفسُه بارزاً للعيان.
بالنسبة للون، إنّ كلّ لونٍ يدفعُ اللون المجاوِرَ إلى "الخارج"، أي، نحو اللون الذي يُلائمه، اللون الذي يُناقضه أكثر من غيره. يُمكن تصوّر الألوان المُلائمة لـ"تصوّراتٍ لاحقة".
ذا ركّزنا نظرنا على المربع الأصفر الفاتح لدقيقةٍ واحدة، وبعدها حوّلنا نظرنا إلى جدارٍ أبيض، فسيظهر لنا مُربّعٌ أزرق (غير واضح تماماً)، والعكس. معنى ذلك أنّ الإطار الأصفر لصورةٍ زرقاء - خضراء تُحوّل الصورة إلى زرقاء أكثر ممّا هي عليه في الواقع (والإطارَ إلى أكثر احمراراً).
ِاستعان الفنّانون بهذا المبدأ، ربّما دون صياغته، منذ الأزمنة القديمة – سواء من حيث استخدام الألوان القريبة من اختلاف اللون، وربما في ضوء أنّ معرفة الحدود الأكثر حِدّة، والتي تُعتبر، لذلك، أكثر "عدائيّةً"، هي الحدود القائمة بين الألوان المتلائمة.
ظهرت حِدّة التناقض هذه، أيضاً، في قول الشاعر:
اندفع الآشوريّون نحونا كالذئب في القطيع،
وكانت جماعتُها تتلألأُ بالبنفسج والذهب؛
بايرون
أو ربما كان مصمّمو ملابس الآشوريّين هم الواعين لهذه الفكرة؟
إنّ المجالات المتنوّعة التي أثارت اهتمام شيفرويل قادته إلى بحث عِصيِّ الفحص (العِصيّ التي على شكل Y المُستخدَمة في تحديد المياه الجوفيّة)؛ إلى مواجهة التزوير باستخدام الروحانيّات (رغم أنّه بقيَ كاثوليكيّاً مُؤمناً).
وفي النهاية، ومع اقتراب عُمره من 100 عامّ، اهتمَّ شيفرويل ببحث عِلم نَفس الشيخوخة.
توفي شيفرويل وعمرُه 102، ولكنّه لم يتقاعد يوماً واحداً.