اليوم تعرف الكلمات الموجودة أسفل تمثال الحرية باسم التمثال هي خطوط منقوشة بالبرونز معروفة بـ “The Colossus New ” أو سوناتن التمثال الجديد كتبته الشاعرة الشابة الأمريكية Emma Lazarus من أجل جمع الأموال لبناء قاعدة التمثال ، في الثاني من نوفمبر لعام 1882م ولكن لم يعلم الكثيرين أن القصيدة في الأصل لم تكن للتمثال في حد ذاته
الشاعرة :
إيما لازاروس ” Emma Lazarus ” ولدت في 22 يوليو لعام 1849م كانت هي الطفل الأوسط ضمن سبعة أطفال كان والدها يمتلك شركة لتكرير السكر في مدينة نيويورك كانت تنتمي لمجموعة اجتماعية نخبوية فأحد أعمام إيما العظماء ، موسى سيكساس ، معروف بمراسلاته القوية مع جورج واشنطن حول موضوع الحرية الدينية
خلال طفولتها في نيويورك وولاية رود آيلاند أحبت الشعر وفي عام 1866م وهي بعمر السابعة عشر من عمرها قام والدها بتشجيعها للكتابة الشعرية فضلًا عن ترجمتها لأجزاء من الألمانية إلى اللغة الإنجليزية وتم نشر الكتاب الأول على هيئة قصائد وترجمات ، وفي عام 1868م التقت بالفيلسوف رالف والدو إمرسون ” Ralph Waldo ” أحد أبرز أعلام الفلسفة المتعالية في أوائل القرن التاسع عشر وكان من دعاة الحرية الفردية وتأثر به
وفي العام 1871م نشرت كتابها الثاني ” Admetus and Other Poems ” وكتبت في المقدمة إهداء لصديقي إمرسون وبعد الكتاب الثاني ابدت ايما في الحصول على الإشادة الدولية وروجت صحيفة “Illustrated London News ” بإن الأنسة لازاروس لابد من أن تحظى بالإشادة الدولية وتم الثناء على أعمالها ، وفي عام 1874م كتبت عددًا من القصائد في دوريات مختلفة وبعد فترة من شهرتها بدأت تدافع عن الجماهير وتكتب عن الجوع والتعب والأفراد الذين في حاجة ماسة إلى ملاذ آمن
أعمال الشغب في روسيا :
في 13 مارس عام 1881م تم اغتيال القيصر الكسندر الثاني في شوارع سانت بطرسبرغ أطلق النيران بواسطة مجموعة من الثوريين كان من بينهم عضو يهودي وبعد موت القيصر ظهر وباء معاداة السامية في جميع أنحاء روسيا وأوكرانيا وازداد الوضع سوءًا عام 1882م عندما ألغى القيصر الكسندر الثالث ملكية أراضى مملوكة باليهود وأجبر نصف مليون منهم على الانتقال وأصدر عواقب مالية هائلة لمن يحتفون باحتفلات اليهود
أدت تلك الإجراءات إلى نزوح جماعي للروس اليهود وتوجهت الأغلبية الساحقة منهم للولايات المتحدة بحلول عام 1914م ول عددهم لحوالي 1
5 مليون لاجئ تأثرت الشاعرة بمحنتهم وبدأت في كتابة الشعر المعبر عن محنتهم تلك وخصصت عدد من المقالات والقصائد الشعرية للحديث عنهم وبدأت في تكوين جمعية في مانهاتن لمساعدتهم وكانت تقدم دروس للغة الإنجليزية مجانية وكانت دائمة الزيارة لمخيمات الخاصة بهم
تمثال الحرية والقصيدة :
بينما كانت الشاعرة مشغولة في نيويورك كان يتم بناء الهدية المقدمة للولايات المتحدة تمثال الحرية ، في عام 1860م قررت فرنسا الاحتفال بعلاقاتها الطويلة مع الولايات المتحدة فقامت بإرسال تمثال مثير للإعجاب هدية للشعب الأمريكي صممه النحات فريدريك أوغيت بارتولدي ، يأخذ شكل سيدة ترفع تلبس جلباب وترفع الشعلة تم تشيد التمثال في جزيرة بولو ولكنها معروفة اليوم بجزيرة الحرية
وكانت هنالك مشكلة في تمويل تشييد التمثال ، تم جمع جزء من المبلغ المطلوب من خلال السحب في معرض ” Fund Art Loan Exhibition ” وتبرع عدد من الفنانين بمبالغ على رأسهم مارك توين ووالت ويتمان وغيرهم وبدأ أيما في عمل شيء لجمع التبرعات لبناء قاعدة التمثال وبدأ المسئول عن ذلك في مراسلة إيما لأخذ قصدتها التي كتباتها عن اللاجئين الروس لكي يتم وضعها في مزاد علني لبيع ويكون العائد لبناء قاعدة التمثال
تم وضع القصيدة في مزاد علني وبيعت ب1500 دولار وتم نشر جزء منها كمحفظة أدبية وأبدى الكثيرين إعجابهم بالقصيدة ولكن لسوء الحظ لم تعش لإيما لترى قصديتها التمثال الجديد على قاعدة التمثال
وصل التمثال إلى ميناء نيويورك في 17 يونيو عام 1885م كان التمثال ينظر إليه كرمز للصداقة بين فرنسا والولايات المتحدة وكانت قضية المهاجرين الروس على الهامش كما أنه كان ينظر إليه أنه رمز للجمهورية وإنهاء العبودية ، وتوفيت إيما بعد مرض عام 1887م وهي بعمر الثامنة والثلاثين وبعد موتها بدأت قصيدتها في الانتشار تخليدًا لها ، وفي عام 1901م بدأت الضغوط لوضع القصيدة مكتوبة بالبرونز على قاعدة التمثال كإشادة لها وبعد عامين حصلت على ترحيب ، وأعيد نشرها من قبل هؤلاء المدافعين عن اللاجئين الوافدين للولايات المتحدة
ارتفعت شعبية “The New Colossus ” وخاصة عند النساء وفي عام 1944م أنشئت منظمة اتحاد إيما لازاروس لنوادي النساء اليهوديات
ائتلاف تقدمي قائم على العدالة الاجتماعية ، أخذ أعضاؤه من الناشطين للاحتفال بعيد ميلاد الشاعرة كل عام في جزيرة ليبرتي ، ومنذ ذلك الحين ، دخلت لازاروس في قاعة الشهرة النسائية الوطنية ، وكانت قصائدها الأكثر شهرة تُستشهد في كثير من الأحيان بالمناقشات الأمريكية حول الهجرة