لا شك أن الصحة من أفضل النعم التي حباها الله للإنسان ، فالمال دون صحة لا نفع له ، والعقل دون صحة لا نفع له ، والحب والأهل وكل تلك النعم دون صحة لا نفع لها ، فكيف سيستمتع الإنسان بكل خيرات الله ونعمه وهو راقد في فراشه لا يحرك ساكنًا ؟فالثروة لا تجلب الصحة ولكن على العكس تجلب الصحة الثروة ، فالجسم السليم يمهد الطريق لعقل صحي ، والعقل الصحي يفكر جيدًا ويسعى للعمل الدءوب ، الذي يفتح الطريق أمام المال والثروة .قصة مثل Health is better than wealth :
يُحكى أنه كان هناك صديقان مقربان هما سانجاى وبراساد ، كان براساد رجل ثري جدًا يعتقد أن الثروة هي كل شيء في الحياة ، لذا عمل براساد بجد لكسب المال وانشغل بجمعه ، وشعر أن لديه كل الحق في التمتع بماله الوفير الذي جمعه ، فأخذ يسهر ويفرط في الشرب رغم تحذيرات صديقة سانجاى .وعلى العكس منه كان سانجاى ، فقد كان يمارس الرياضة بانتظام ، وكان يتناول الوجبات صحية في الأوقات المناسبة ، ويهتم بصحته ولا يهملها من أجل جمع المال ، وكلما كان يزداد ثراء براساد كان يدمن على الكحول ، حتى أصبح سكيرًا وعندما حاول زميله سانجاى تأديبه وإبعاده عن الطريق الذي سلكه ، قال له براساد : إنك غبي سانجاي ، فالمال للمتعة لابد أن أستمتع بمالي وأسهر وأشرب كيفما أشاء .وذات يوم حينما كان براساد يقود سيارته عائدًا من إحدى سهراته ، وهو سكران اصطدم بشاحنة أخرى ، فتحطمت سيارته وأصيب بإصابات بالغة وصلت لكسور شديدة وجروح عميقة ، حتى أن عموده الفقري أصيب بشدة ، فأصبح قعيدًا على كرسي متحرك لا يملك أن يحضر لنفسه كوبًا من الماء .وبالرغم من أنه كان يمتلك أموالًا كثيرة ، يمكن أن يذهب بها لأي مكان في العالم ، ولكنها لم يعد لها فائدة وهو جليس ذلك الكرسي ، حتى العلاج لم يستطع شراءه بالمال فقد كانت حالته متدهورة .ولو كان براساد سمع نصيحة زميله سانجاى ؛ بالبعد عن الخمور والسهرات والاهتمام بصحته ، لكان كل شيء تغير ولكن الأشياء تظهر فقط بعد انتهاء الوقت المناسب ، فقد عرف براساد قيمة نصيحة سانجاي بأن الصحة أفضل من الثروة .