قد ترى كتابًا جميلًا وجذابًا بتغليف رائع وصور مبهجه ، فترغب في قراءته وتظن أنه ما به يستحق وقتك وعنائك ، في حين أنك قد تترك كتابًا أخر لأنه يبدو لك عاديًا من مظهره ، مع تغليف بسيط أو شكل لا يستهويك ، قد تترك تحفة علمية ومعرفية تسقط من بين يديك .وهكذا الأمر نفسه بالنسبة للأشخاص ، فمن يستهويك شكله ومظهره الخارجي ليس بالضرورة أن يكون جيد كما توقعت ، ومن تنبذه وتبتعد عنه لأن مظهره لا يعجبك قد يكون هو الصديق الأمثل أو من تجد فيه بغيتك ، لذا لا تقرأ الكتاب من غلافه ، ونعرف عليها من الداخل بعد تصفحه .قصة مثل You can not judge a book by its cover :في أحد المدارس الأجنبية قامت المديرة باختيار واحد من الطلاب الجدد الذين قدموا للمدرسة ، ليترأس اتحاد الطلاب ، وكان هذا الصبي طويل القامة هادئ لا يتكلم كثيرًا وليس له شعبية كبيرة ، فشكك الكثير من المعلمين بقدراته رغم معرفتهم بتفوقه الدراسي ، ولكنهم كانوا يرون أنه شخص غير ديناميكي ، لاجتماعياته القليلة وبالتالي لم يثر إعجابهم .لكن رغم ذلك أصرت السيدة ساتيا على موقفها باختيار ذلك الطالب ، وأخبرت المعلمين أن لديه مواهب كامنة تحتاج فقط من يظهرها ، ويعطيه الفرصة لذلك وهذا ما تفعله هي ، مرت بضعة أشهر بعد ذلك أثبت فيها انبو أن المديرة كانت على حق في اختيارها ، فقد برع انبو في الغناء والمناقشات والتفاعلات الاجتماعية مع بقية الطلاب ، واستطاع قيادتهم بشكل متناغم ، فازوا فيه بالعديد من الجوائز في المسابقات الثقافية بين المدارس .وبعدها تم اختيار انبو كأفضل طالب على مستوى الجمهورية ، وحصل على العديد من الميداليات في الأنشطة اللاصفية ، ومسابقات إطلاق النار ، وحصلت الدولة تحت قيادته بالعديد من الجوائز .ورغم كل هذه النجاحات لم يهمل انبو دراسته الأكاديمية ، فقد حصل على درجات مرتفعة استطاع معها الفوز بمنح دراسية مقدمة من الدولة ، وعندئذ أدرك المعلمون مدى خطأهم في الحكم على انبو.ذلك الطالب الهادئ المتواضع الذي كان بمثابة الكنز الدفين ، واستطاع أن يحقق لمدرسته نجاحًا منقطع النظير ، وامتد الأمر إلى محاولة الطلاب تقليده بعد أن ألهمهم بنجاحه ، فارتفع مستوى الطلاب في المدرسة دراسيًا ، بالإضافة إلى نبوغهم في الأنشطة اللاصفية ، الأمر الذي جعل تلك المدرسة واحدة من أفضل المدارس في ولاية تاميل نادو .