مع قرب انتهاء العام الجامعي يستعد الخريجين لتوديع الجامعات ، والبدء في الحياة العملية ، ولكن قبل التوديع يكون هناك بعض المراسم التي تدون الذكريات الجامعية في مخيلة الطلاب والأساتذة ، وهناك بعض الطقوس والعادات المتبعة في مثل تلك الأوقات.ولعل من أهمها حفلات الخريجين ، والتي يتم فيها تكريم الطلبة ، والإثناء على فترة تواجدهم داخل جدران الجامعة ، وفي تلك الحفلات ، يرتدي الطلبة الزى الجامعي المعروف بوشاح الجامعة ذو اللون الأسود ، ومعه القبعة السوداء مربعة الشكل ، والتي تتدلى منها بعض الخيوط في منظر لطيف.تاريخ ارتداء العباءة الجامعية :
ويعد سبب ارتداء الطلبة لمثل هذا الزى هو تقليد متبع ومتوارث منذ القدم ، وذلك رغبة في التميز عن بقية الأفراد ، ويعود هذا التقليد إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر حينما كان القساوسة والرهبان في العصور الوسطى يرتدونه ، وهم يقومون بمهمة التدريس للطلاب ، وبالتالي عندما ينتهي الطالب من دراسته ويصبح راهب يرتدي هو الأخر هذا الزى الموحد للكهنة والرهبان.فقد كان طلبة الجامعات في تلك الفترة يرتدون العباءات السوداء مع القبعة ؛ وهذا لتميزهم عن عامة الناس في المدينة التي يدرسون إليها ، كما أنها ترمز لحالتهم الدينية ، وكان للعباءة والقبعة في تلك الفترة دورا في تدفئة الجسم والحفاظ على درجة حرارته من برودة الجو القارصة ، وذلك لأن أبنية الجامعة لم تكن تحوي أنظمة للتدفئة حينها ، وكان الطلاب يقضون بها فترات طويلة.وعن هذا ذكرت جامعة كولومبيا على موقعها الإلكتروني أن الطلاب الجامعيين فيها كانوا يرتدون الزى الجامعي والقبعة يوميًا أثناء تواجدهم فيها ، وهذا في فترة ما بعد الحرب الأهلية التي وقعت بها.قبعة التخرج السوداء :
أما عن القبعة السوداء ، فيعود تاريخ ارتدائها إلى القرنين الرابع والخامس عشر ؛ وذلك لتمييز الفلاسفة عن عامة الشعب ، كما كان يستخدم عرب الأندلس المسلمين هذه القبعة المربعة لوضع المصحف فوقها ؛ تطبيقا لقول الله تعالى : وفوق كل ذي علم عليم ، أما بالنسبة للخيط الذي يتدلى من القبعة فكان يتم استخدامه للتفريق بين الدرجات العلمية ، فكان لكل درجة لون مختلف يميزها عن سواها.وهناك اعتقاد أخرى أنها مماثلة للقبعة التي كان يرتديها الرومان الكاثوليك ورجال الدين ، وهذا واضح في بعض اللوحات الجدارية التي نقلت عن هذا العصر .عادة رمي القبعات في حفلات التخرج :
وترجع عادة رمي القبعات في حفلات التخرج الجامعية إلى الاعتقاد بأنهم هكذا يتخلصون من الواجبات الدراسية والالتزامات الواقعة على عاتقهم ، كما أن انتشال الأطفال لتلك القبعات ، والذين يسرعون لالتقاطها بمجرد سقوطها يمنح الأمل في استقبالهم لمستقبل أفضل ، ويعد هذا فالا حسنًا .وقد بدأ هذا التقليد منذ عام 1912م ، وذلك في جامعة أنابوليس ، والتي تخرج فيها الخريجون قبل موعدهم بسنتين ، فانطلقوا للاحتفال ورمي القبعات في الهواء فرحا بالتخرج قبل المدة المحددة ، وبعدها أصبحت هذه العادة تقليدًا متبعًا يتم القيام به في المدارس والجامعات الأجنبية ، وبعدها تسرب إلينا نتيجة الانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى.