لطالما وصف البعض أحلامهم بشأن المخلوقات الفضائية ، أو سكان العوالم والكواكب الأخرى ، وتخيلوا كيف يمكن أن يكون مظهرهم ، وقد خلدت الكثير من الأفلام السينمائية الكثير من تلك القصص الخيالية ، حيث يؤمن البعض بأن هناك مخلوقات أخرى تعيش في هذا العالم غيرنا ، وأنهم قد حاولوا بالتأكيد التواصل معنا.في عام 1930م ، اكتشفت فتاة عن طريق المصادفة جمجمة غريبة الشكل والتكوين ، مما جعلها لغزًا محيرًا للعلماء والأطباء ، وأثار الكثير من الجدل العلمي والطبي منذ وقت لعثور عليها ، كالعادة ومثل العديد من الاكتشافات لعبت المصادفة وحدها دورًا قويًا في هذا الاكتشاف .حيث تم اكتشاف بقايا عظمية لطفل ما ، أثناء اصطحاب رجل أمريكي لزوجته وابنته المراهقة للمكسيك ، من أجل زيارة لأقاربهم بإحدى البلدات الواقعة على الطريق بالقرب من العاصمة مكسيكو سيتي ، تلك البلدة الممتلئة بالكهوف والمناجم والأنفاق القديمة ، وبالطبع منع الأبوان ابنتهما من الاقتراب منها كتعليمات أساسية عند التنزه ، منعًا لمواجهتها أية مشاكل أو حوادث غامضة مع بعض الغرباء ، فمن المعروف أن تلك الأماكن ملاذًا جيدًا لبعض القتلة والمنحرفين .ولكن كأية فتاة مراهقة لا تستمع جيدًا للإرشادات ، انطلقت الابنة في طريقها إلى تلك الأماكن ممنية نفسها بمغامرات خيالية كما تقرأ بالصحف والمجلات ، وتشاهد بالأفلام ، فأخذت تتجول هنا وهناك داخل الأنفاق المهجورة ، وتعبث بمحتوياتها لاستكشاف خباياها ، وهنا وقعت عينيها ويديها على مفاجأة مدوية ، فقد شاهدت هيكلين عظميين متمددان جنبًا إلى جنب على الأرض ، أحدهما يظهر أنه لإنسان بالغ بينما الآخر لطفل صغير كما يبدو من هيأتهما ، قامت الفتاة بتجميع تلك الأشلاء للهيكلين واحتفظت بهما ، بل وحملتهما معها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، حتى فترة التسعينات من القرن المنصرم ، إلى أن وافتها المنية.وهنا انتقلت ملكية أشياء تلك الفتاة إلى أحد أقاربها ، وانتقل معها الرفات الذي قامت بتجميعه من رحلتها ، وبتفتيش الأغراض دفع الفضول هذا الوارث بعرض الهيكلين على بعض المختصين بالطب والتشريح ، ولكن هذا العرض أثار لغزًا جديدًا ، حيث توصل المختصون بعد الفحص والدراسة إلى أن الهيكل الخاص بالشخص البالغ يعود لامرأة عشرينية .أما هيكل الطفل فيعود لطفل يبلغ من العمر حوالي خمسة أعوام فقط ، وقد تم تقدير وفاتيهما بأنها منذ حوالي تسعمائة عام ، حتى ذلك وكانت كل الآراء تسير بشكلٍ طبيعي ، إلا أن ما أثار انتباه العلماء هو تكوين جمجمة الطفل ، فعقب فحصها وضعوا ثلاث نظريات بشأنها ؛ الأولى أن هذا الطفل المجهول كان قد أصيب بمرض ما ، أدى إلى حدوث تشوهات عدة بالجمجمة ، مثل مرض الاستسقاء الدماغي ، أو غيرها من الأمراض التي تصيب الأجنة قبل الولادة .بينما النظرية الثانية رجحت أن هذا الطفل قد تعرّض بشكلٍ أو بآخر إلى جراحة لصياغة العظام ، من أجل وضع الجمجمة بشكلها هذا ، وهي طريقة قديمة كانت معروفة بالحضارات الفانية مثل حضارة أمريكا الجنوبية ، ومصر الفرعونية ، وهناك نماذج عدة تشهد عليها ، بينما رجحت النظرية الأخيرة فكرة المخلوقات الفضائية ، وأن هذا الطفل هو نتاج تزاوج بين بني البشر مع مخلوق فضائي.وبالطبع فشلت النظريتين الأولى والثانية ، نظرًا لأن انسيابية الجمجمة وشكلها الخارجي رجحا أن تكوينها طبيعي للغاية ، بينما دحضت نظرية الحضارات القديمة نظرًا لأن طريقتهم كانت تتمثل في ربط الجمجمة من الخلف ، وليس لزيادة حجم الرأس من الأعلى كما في حالة هذا الطفل ، مما شجع أصحاب النظرية الثالثة كثيرًا .ولسوء الحظ فإن الفتاة التي عثرت على البقايا البشرية ، قامت بتنظيفها وتعريضها للشمس مما أتلف مادة ال DNA بداخلها ، ولكن بمرور الوقت تم التعرف على جثة المرأة وكانت لامرأة هندية ، وليست هي والدة الطفل الغريب ، ولم يتم التعرف حتى الآن على الطفل نهائيًا ، وظلت الجمجمة لغزًا محيرًا ، ولُقبّت بجمجمة الطفل النجمي ، في إشارة للنظرية الثالثة المتعلقة بالمخلوقات الفضائية.