عندما اقتلعت الطائرة ذات الأربعة محركات ، في رحلتها العادية رقم 712 ، يوم الأحد الموافق 24 مارس 1968م ، من مطار كورك في ايرلندا ، متجه نحو مطار هيثرو بلندن ، كان من المتوقع أن تكون الرحلة روتينية ، لا تستغرق سوى ساعة وعشرين دقيقة .طاقم الطائرة :
كان على متن الطائرة الطاقم المكون من أربعة أفراد ، و57 راكباً ، وكان قائد الطائرة البالغ من العمر 35 عاماً قبطاناً مجرباً ، سجل حتى ذلك اليوم 6600 ساعة طيران ، وكان مساعده الأول البالغ من العمر 22 عاماً قد سجل هو الآخر 900 ساعة طيران ، كما كانت السماء صافية والريح هادئة ، وقد تمنى القبطان للمسافرين رحلة سعيدة وممتعة .الكارثة:
لكن بعد نصف ساعة كانت الطائرة ، واسمها الرمزى ايكو انديا ألفا- أوسكارمايك ، تغوص في قاع البحر ، لتصبح من أكثر حوادث الطائرات ، غموضاً في تاريخ الطيران .ظاهرة خارقة للطبيعة:
وبعد فحص وتحليل آخر رسالة بثها القبطان ، وفحص بقايا الطائرة التي تم العثور عليها وانتشالها ، لم يتم التوصل إلى معرفة سقوط الطائرة ، لم يكن هناك احتمال وجود خلل فني ، كما تم استبعاد اصطدام الطائرة بسرب من الطيور ، أو بطائرة حربية مثلاً ، علاوة على أن الأحوال الجوية كانت مواتية ، وظل هناك نظرية مرعبة ، تشير إلى احتمال تفجير أوسكارمايك ، أو اصطدامها بجسم طائر لعله صاروخ جو ـ جو ، أو صحناً طائراً ، أو بأي جسم مجهول .رحلة الطائرة:
لقد صعدت الطائرة خلال خمس دقائق ، من إقلاعها إلى ارتفاع 7 آلاف قدم ، ثم تابعت ارتفاعها حتى 17 ألف قدم ، اتصل القبطان بالأرض اتصالاً روتينياً ، وبعد 25 دقيقة ، تم إبلاغه بتحويل موجة إذاعته من مطار كورك ، إلى مطار هيثرو ، حيث يمكنه بعد ذلك تلقي التعليمات من هناك .وهكذا قطع برج المراقبة في مطار هيثرو ، والذي كان منهمكاً في توجيه عشرات الطائرات المقلعه ، أو التي على وشك الهبوط في لندن ، اتصل قبطان أوسكار مايك ، اتصالاً روتينياً بمطار لندن ، ثم بدأ مضيفو الطائرة يستعدون لتقديم الوجبات الخفيفة ، ولكن بعد مرور 8 ثوان فقط على الاتصال الأول بمطار لندن ، تلقى برج المراقبة اتصالًا جديداً ، كان يسمع في خلفيته ، أصوات صراخ وعويل .آخر رسائل القبطان :
سمع صوت القبطان وهو يقول : 12 ألف قدم ، نحن نهبط سريعاً بحركة لولبية ، وكانت تلك آخر رسالة تم تلقيها من أوسكارمايك ، لقد حاول برج المراقبة عبثاً أن يعيد الاتصال بالطائرة المستغيثة ، كما كلف الطائرات القريبة بتحري الأمر ، ونقل إليهم رسالة الاستغاثة التي بثتها الطائرة المنكوبة ، وقد كانت الطائرة مازالت في الجو وقد حول قائدها اتجاهها ، بعيدًا عن الجبال نحو شاطئ البحر ، علّه يتمكن من الهبوط هناك.شهادات على غرق الطائرة في البحر:
وفي تمام الساعة الثانية عشر وعشرة دقائق ظهراً ، قال قائد سفينة شحن ألمانية ، أنه رأى طائراً كبيراً يهبط من الأعلى ويغطس في البحر ، كما قال شاهد آخر كان يتمشى على شاطئ البحر بأنه سمع صوت ارتطام قوي بالماء وتصاعد عمود من الماء قرب منارة توسكار.وكان بلاغ هذا الشاهد هو الذي حدد مكان سقوط الطائرة ، اذ أن جهود البحث في اليوم الأول باءت بالفشل ، رغم الاستعانة بالطوافات والقوارب السريعة ، وكان الشاهد قد اتصل بالبوليس مساء ذلك اليوم ، بعد سماعه نشرة الأخبار ، وأبلغهم بما سمعه وشاهده.انتشال حطام الطائرة والضحايا :
وفي اليوم التالي ، بدأ البحث قرب صخور مدينة توسكار، حيث تم العثور على حطام الطائرة و14 جثة طافية على بعد 6 أميال من توسكار ، ولم يتم العثور على أحياء ، ولقد استمر جمع حطام أوسكارمايك وتفحصه أكثر من شهرين ، تم انتشال معظم الجسم والجناحين ، غير أنه لم يتم العثور على ذيل الطائرة ، وبعد 7 شهور تم العثور على قطعة من ذيل الطائرة بين الطحالب البحرية ، على شاطيء روسلير ، على بعد 7 أميال من مكان تحطم الطائرة .شهادات جديدة :
بعد ذلك تقدم شهود جدد للإدلاء بشهاداتهم ، التي حولت الحادثة الغامضة إلى حادث مستعصي ، فبعض الشهود أفادوا أنهم سمعوا صوت تصدع في الهواء ، فوق منارة توسكار وانفجارات تشبه الرعد ، وأربعة شهود آخرين قالوا : أنهم رأوا جناحي الطائرة وذيلها بلون أحمر متوهج ، وقال شاهد آخر : أنه شاهد جسمًا وسط سحابة سوداء ، مع الطائرة الهاوية ثم سمع صوت انفجار كصوت الرعد .اللغز المحير :
هل سقطت أوسكار مايك نتيجة ارتطام جسم طائرة بذيلها ؟ ، وهل الجسم هو طائر أم صارخ أم صحن طائر أم جسم مجهول آخر ؟! ، لا أحد يعرف حتى اليوم !!