هناك قاعدة يجب أن نعلمها جميعًا بشأن كل ما هو غريب حول العالم ، فكما سردنا أن بعض القصص خاصة المرعبة منها والمتعلقة بالأشباح والأرواح وخلافه ، قد تتشابه أسسها في أكثر من منطقة ودولة ، فدعنا نقل بأن كل المعتقدات في العالم مهما بدت غريبة ، لها أصل مشترك.هناك أوقات محددة خلال العام تمثّل الحد الفاصل بين عالمنا ، وما لا نستطيع رؤيته من العوالم الموازية الأخرى ، مثل عالم الجان والأرواح مثلاً ، وكل دولة حول العالم تتعامل مع تلك الفكرة بوجه عام ، من منطلق ثقافي بحت له علاقة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعادات تلك الدولة ومعتقداتها وعقيدتها الغالبة أيضًا ، ومن أجل تلك لفكرة تقدم بعض الدول على مستوى العالم احتفالات شبه مقدسة من أجل تخليد تلك اللحظات والأوقات المميزة ، على سبيل المثال احتفال الأشباح الجائعة !يقام احتفال ضخم للغاية في اليوم الخامس عشر من الشهر السابع بالتقويم القمري ، والموافق الثلاثة أيام المتعلقة باكتمال القمر في السماء ، والذي غالبًا ما يصادف شهري سبتمبر أو أغسطس في التقويم الميلادي ، وجدير بالذكر أن هذا الحفل تتم إقامته في كل من جنوب شرق آسيا ، والصين ، وسنغافورة ، وماليزيا ، وبعض المناطق في الهند ، واليابان وغيرهم .ويُدعى هذا الاحتفال في الصين باسم Yu Lan Jie ، أو احتفال الأشباح الجائعة كما سبق وأن طرحنا ، ولكي نتعرف على ما يحدث خلال هذا الطقس أو الاحتفال لابد لنا من شرح معلومة بسيطة ؛ في العقيدة البوذية المنتشرة بتلك المناطق الشرق آسيوية ، يتم نقش أسماء الموتى داخل المعابد الخاصة بهم ، وكل عائلة لها ما يعرف بالمحراب والألواح ، يتم وضع أسماء الموتى عليهم ، وهي غالبًا عادة قديمة متوارثة في تلك المناطق ، حيث تطورت وصار يتم وضع الأسماء على شواهد القبور ، ولكن المثير في الأمر ، أن هؤلاء الموتى يتم تقديم بعض القرابين لهم ، وحرق البخور في أوقات محددة من كل عام ، من أجل أن يحتفظوا بمكانتهم في العالم الآخر .فإذا توفى أحد أفراد العائلة وجد من ينضم إليهم ، وأيضًا من أجل تخليد ذكراهم وانجازاتهم ، وطلب العون أو النصيحة من أحدهم وهكذا ، ولكن هذا لا يحدث مع الجميع ، فأحيانًا عندما يموت أحد الأشخاص نتيجة زلزال أو مجاعة أو فيضان ، أو بركان أو أية ظروف مناخية أخرى ، تأتي الحيوانات البرية لتنبش القبور وتأكل جثث الموتى ، ثم تنسى العائلات تقديم القرابين لهم ، وبالتالي تتحول أشباحهم إلى أشباح جائعة .وفيما يتعلق بتلك الأشباح ، نجد أن لها القدرة على الاختلاط بالبشر ، فهي محجوزة على الأرض بهذا الشكل ولم تتحرر بالكامل ، وهنا يمكنها أن تدخل إلى الأحلام ، وتتسبب في حدوث الكوارث ، والنحس ، والحظ العاثر وغيرهم ، ومن أجل ذلك تتم إقامة احتفال الأشباح الجائعة ، حتى يخرج الموتى من الجحيم ، من أجل الترفيه والانضمام للأشباح الجائعة الطليقة على الأرض ، وهنا يتم إغلاق كافة أبواب المنازل ، ويتم تقديم القرابين داخل المعابد من كافة أنواع الأطعمة ، حتى تأكلها الأشباح وتبتعد عن الأحياء.ويقوم السكان المحليون بصناعة بعض الدمى ، من أشكال الثياب ، والأحذية والقصائد والأدوات والأوراق ، ثم يتم إحراقها مع البخور والنقود من أجل الانتقال مع الأشباح للعالم الآخر . وبحلول الليل يتم إقامة احتفال ضخم بالشارع ، وعزف الموسيقى وعمل المسرحيات ، ويخرج الجميع ليأكلوا ويغنوا ، ويتم صنع مصابيح ورقية على شكل زهرة اللوتس ، وتُترك في الأنهار من أجل إرشاد الأرواح ، وهناك بعض الممنوعات في ذلك اليوم لابد من مراعاتها ؛ مثل عدم ارتداء اللون الأحمر فهو جاذب للأشباح ، أو وضع الملابس خارج المنزل ليلاً ، أو النوم في مكان به مرآه ، أو التصوير حتى لا تظهر الأشباح بصورك ، كما يُمنع استخدام المظلات أو السباحة بالليل من ذلك اليوم .وعلى الرغم من تلك المعتقدات الغريبة إلا أن الحقيقة الجزئية هنا ، هو أن بالفعل الليالي القمرية يحدث بها نشاطًا روحانيًا شديدًا ، وحرق الممتلكات مثل الشعر والطلاسم وغيرها قد يجلب كائنات أخرى ، غير بشرية على الإطلاق.