يعد جهاز الهاتف هو أشهر اختراعات ألكسندر جراهام بل ، وكانت زوجته وأمه اللتان تعاني كلتاهما من الصمم هما مصدر الإلهام في محاولاته المستمرة ؛ لاختراع جهاز يتواصل به الناس ، وينقل الكلام من شخص إلى أخر ، ففي بادئ الأمر لم يفكر فيه كهاتف ؛ بل كان يظنه جهاز تلغراف متقدمًا ؛ حتى أن براءة الاختراع جاء فيها (جهاز ينقل أصوات البشر والأصوات الأخرى عبر الأسلاك) ، وقد كان هدفه في البداية هو تيسير الاتصال بين الناس عن بعد.نشأة ألكسندر بل :
ولد ألكسندر بل في ادنبره باسكتلندا عام 1847م ، وقد انتقلت أسرته فيما بعد إلى كندا ، وقد تلقى تعليمه في المنزل ، ودرب على أن يحذو حذو أبيه ، وبعدها ذهب ألكسندر ليستقر في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية حيث قام بتعليم الأطفال الصم الكلام ، وقام بالعديد من التجارب على الصوت ؛ فقد كان مهتمًا بكيفية جعل الصوت ينتقل أليا .كان ألكسندر بل خبيرًا كأبيه بفنون الإلقاء وعلاج اضطرابات الكلام ، ولكن شهرته في التاريخ ترجع لتعامله مع الصم بنجاح ، ولاختراعه جهاز التليفون ، وقد استغل علمه بكيفية انتقال الصوت في موجات ، وكيف تجعل هذه الموجات الأشياء تتذبذب ، وكانت مشكلته جعل هذه التذبذبات تعمل بالكهرباء.فكرة اختراع الهاتف :
عمل جراهام بل مدرسا في أكاديمية وستن هاوس حيث بدأ هناك اهتمامه بعلم الصوت ، وقد كان يدرس الموسيقي وفن الإلقاء ، وبعد فترة قابل ألكسندر بل فنيًا شابًا يقوم بإصلاح الآلات وعمل نماذج ، يدعى توماس واطسون ، وقد عملًا معًا لتنفيذ أفكارهما عن الصوت والكهرباء.كان جراهام بل واثقًا أن الصوت يمكن أن ينتقل بواسطة الكهرباء ، ولكنه لم يدرى كيف ؟ ، لذا قضى الاثنان وقتًا طويلًا يعملان فيه على إتمام تجاربهم ، وكانا يتقدمان ببطء ، لكن بخطى ثابتة ؛ حتى بدأ عملهما يؤتي ثماره .وقد استخدم الصوت في جعل غشاء رقيق من الحديد يتذبذب ، فسببت التذبذبات اضطرابًا في المجال المغناطيسي لقضيب مغناطيسي ، مما جعلهما يفكران أن يجعلا الشيء نفسه يحدث في سلك نحاسي .وبالفعل استطاع إحداث التذبذب في سلك نحاسي فقام الكسندر بوضع جهاز استقبال في غرفة وجهاز إرسال في غرفة أخرى ، وصب بعض الحامض من بطارية على ملابسه وصاح مناديًا على مستر واطسون عبر الأسلاك : مرحبًا ، هل تسمع ما أقول ؟ ، فسمع الرجل كل كلمه قالها ، وجاء مسرعًا ليخبره بنجاح التجربة ، وكانت هذه هي الخطوة الأكبر في نجاح بل .فكرة اختراع الجرافوفون :
لم يكن اختراع ألكسندر جراهام بل للهاتف سوى مجرد بداية ، فقد واتته بعدها أفكار عديدة من أهمها الجرافوفون (الفونوغراف المطور) ؛ ففي عام 1880م استغل جراهام بل المال الذي كسبه من جائزة فولتا الفرنسية في إنشاء معهد فولتا بواشنطن ، وبمساعدة تشارلز تينتر وتشيشستر بل اخترع الجرافوفون .وكانت الفكرة عبارة عن استخدام اسطوانة شمع وأقراص مزودة بإبرة تسجيل ، وكان الجهاز بمثابة آلة تسجيل بدائية تشبه مشغل الأسطوانات ، وبعدها استمر ألكسندر في تجاربه في نقل الأصوات ، واخترع جهاز أخر هو الهاتف الضوئي ، والذي ينقل الصوت على حزمة ضوئية .وكان ألكسندر سابقًا لعصره في كثير من اختراعاته ، وبعد قرن من الزمان قادت المبادئ التي اخترع بها الهاتف الضوئي إلى وضع أسس تقنية الألياف الضوئية ، والتي تنقل كما هائلًا من المعلومات حول العالم اليوم .وفي عام 1878م افتتح أول مركز تحويل هواتف (سنترال) ، في منطقة نيو هافين بالولايات المتحدة ، وكان يحوى 21 خطا فقط ، وكان يجب توصيل الخط باليد ، وكان أول خط مكالمات بعيدة بين بوسطن ونيويورك ، وبعدها انتشر الهاتف في كل أرجاء العالم ، حتى زاد عدد المشتركين في هذه الخدمة عن 500 مليون شخص في2007م طبقًا لبعض الإحصائيات.