رغم أن مايكل فاراداي تلقى قدرا بسيطًا من التعليم الرسمي ، إلا أنه أضحى عالمًا مرموقًا ، فقد درس الكيمياء والفيزياء ، واكتشف مبدأ الحث الكهرومغناطيسي ، حيث كانت تلك بداية القصة التي أدت في النهاية إلى اختراع المحرك الكهربي .نشأة فاراداي :
ولد فاراداي عام 1799م في قرية قريبة من مدينة لندن عاصمة إنجلترا ، وكان أبوه حدادًا فقيرًا ، ولهذا لم يجد فارادي وإخوته طعامًا كافيًا ، فعاني كثيرًا في الصغر ، ورغم أنه لم يلتحق بمدرسة ، فقد تعلم القراءة والكتابة.وفي سن الرابعة عشرة التحق للعمل كصبي لدى شخص يقوم بتجليد الكتب ، وكانت الكتب عن العلوم فأشعلت في نفس الفتى شغفًا واهتمامًا كبيرًا بالعلم ، فواظب على قراءتها ، واستفاد منها.اهتمامه بعلوم الكهرباء :
بدأ فاراداي تجاربه على الكهرباء وصنع بطارية بسيطة ، ثم قاده حماسه للعمل لدى سير همفري دافي وكان كيميائيًا ذائع الصيت في المعهد الملكي بلندن ، وظل فارادي هناك طيلة 54 عامًا متصلة.وقد عمل في المعهد الملكي مع أشهر علماء عصره ؛ فأصبح خبيرًا في فنيات المعامل ، وصارت براعته مثار إعجاب حتى إنه كان كثيرًا ما يتلقى أجرًا نظير اتخاذه شاهدا في المحاكمات القانونية ؛ حيث يقوم بتحليل الأدلة الجنائية.كان مايكل فارادي يؤمن بأهمية تعليم النشء مبادئ العلوم ، لذا كان يلقي المحاضرات على الأطفال في المعهد الملكي البريطاني ، وكان محاضرًا بارعًا له من الأسلوب ما يسلب الألباب ، ومن أهم محاضراته التي مازالت تلقى حتى الآن محاضرة التاريخ الكيميائي للشمعة .فكرة اختراع المولد :
وقد قادته اكتشافاته إلى الاعتقاد في إمكانية إمرار تيار كهربي في سلك باستخدام مغناطيس ، لأن بهما قوى معينة ، وبمرور الوقت استطاع أن يولد تيارًا مستمرًا بتدوير قرص نحاس ملفوف بسلك بين قطبي مغناطيس ، وبهذا صنع فاراداي أول دينامو..وفكر أنه إذا عكس المولد (الدينامو) فإن القرص النحاسي سيدور ، وإذا قام بتوصيله بآلة تقوم بتشغيله ، سيكون هذا هو أول محرك كهربي فالدينامو آلة منتجة للكهرباء ، وهو يستخدم القوة المغناطيسية لتوليد تيار كهربائي.لقد غير اكتشاف فاراداي من نظرة الناس إلى الكهرباء ، وكيفية إنتاجها ، فلم يكن أحدًا يعتقد في إمكانية توليد الكهرباء بتلك الطريقة ، وتقوم فكرة المولد على جعل سلك ملفوف يدور في مجال مغناطيسي ناتج من مغناطيس له شكل خاص ، ومع دوران الملف ينساب التيار الكهربائي في السلك .وفاته :
توفي فارادي عام 1867م بعد أن قدم للعلم الكثير ، فمازالت إسهاماته واختراعاته تُدرس حتى اليوم في جميع مدارس وجامعات العالم ، كما أنها كانت الباب التي أطلت منه الكهرباء برأسها على عالمنا ، ولولا أفكار فاراداي لكنا نبحث الآن عن طريقة لتحريك السيارات .