تبقي قصة المعالج الروحي المعجزة خوسي أريغو والذي لا يعرف شيئاً عن الطب ، فقد أدهشت عملياته الجراحية البرازيليين في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم ، لقد اكتشف خوسي قدراته الخارقة عندما كان يجلس مع أقاربه وأصدقائه حول سرير زوجة أحد أصدقائه وهي تحتضر .المفاجأة :
قام خوسي فجأة وتناول سكين المطبخ ، وغرسها في جسد المرأة وأخرج ورماً خبيثاً بحجم حبة العنب ، وطرحه مع السكين في مغسلة المطبخ ، وقد ارتعب هو نفسه مما فعل ، غير أنه عند استدعاء الطبيب ، أكد أن الكتلة الدموية في حوض المغسلة ، كانت ورماً رحمياً خبيثاً .روح الطبيب المتوفى:
ولدهشة الجميع قالت المريضة أنها لم تشعر بأي ألم ، كما أنه لم يحدث نزف دموي من الجرح ، بعد ذلك شفيت المرأة تماماً وعاشت ، أما خوسيه فيقول أنه لا يذكر شيئاً ، مما فعل ، وقد أخبر عائلة المرأة فيما بعد ، أنه أحس وكأن روح الطبيب المشهور أدولفوس فريتز المتوفى عام 1918م ، قد تقمصته.الشهرة تلاحق خوسي :
بعد ذلك انتشرت أخبار معجزات خوسي أريغو ، فراح المرضى يؤمون منزله في المدينة الصغيرة ، كونغوناس دوكامبو بالمئات ، وكان بعضهم يستسلم بسعادة لخوسي ، وهو يقطع في لحمهم بسكين غير معقمة ، ثم يمسحها في قميصه ، وكان يتأمل البعض الآخر لحظات ثم يكتب له العلاج المناسب ، وكثيرًا كان يصف أدوية تبدو متعارضة ، غير أن المرضى كانوا يتبعون تعليمات خوسي أريغو ويشفون .القبض على خوسي:
ذاعت شهرة أريغو غير أن السلطات سجنته في عام 1956م ، بتهمة ممارسة مهنة الطب بدون ترخيص ، وعادت السلطات فأفرجت عنه بعد شهور قليلة ، عقب تلقي رئيس جمهورية البرازيل ، عرائض الاسترحام من المرضى الذين شفاهم ، وفي عام 1964م عادت السلطات البرازيلية فقبضت عليه وسجنته ، بالتهمة السابقة نفسها ، لكنه خرج من السجن بكفالة ريثما تتم محاكمته .القاضي وخوسي :
وقبل موعد المحاكمة ، توجه القاضي فيليب إيمسي إلى منزل أريغو ، وشاهده وهو يجري إحدى عملياته الجراحية ، وعندما وصل القاضي إلى منزله ، عرفه اريغو ، وطلب منه أن يتقدم ليساعده في إجراء عملية لامرأة عمياء ، كانت تعاني من إعتام عدستي عينيها الاثنتين .شهادة القاضي :
وقال القاضي الذي أمسك برأس المريضة : رأيته يلتقط أداة تشبه مقص الأظافر الصغير ، ويمسحه على قميصه دون أن يعقمه ، ثم رأيته يشق قرنية عين المريضة ، التي كانت واعية ، غير أن عضلة واحدة من جسمها لم تتحرك ، لقد دهشت مما رأيت ، بعد ذلك تلا أريغو نوعاً من الصلاة ، ثم أمسك قطعة من القطن بيده ، فظهر عليها فجأة بضع قطرات من سائل ، قبل أن يمسح بها عين المرأة ، التي شفيت تماماً ، وأصبحت مبصرة .الحكم القضائي على أريغو:
وهكذا تم اسقاط التهم الموجهة إلى أريغو والذي راح يتابع علاج مرضاه ، مرة بالعمليات الجراحية الغريبة ، ومرة أخرى بجرعات كبيرة من الأدوية ، والتي يؤدي بعضها في الحالات العادية إلى الموت .وفاة أريغو:
وعندما توفي خوسي أريغو في حادث سيارة عام 1971م ، أخذ معه أسراره وعلاقاته الغامضة بالطبيب فرتز ، ذلك أنه كان يقول دائمًا : إنه لا يملك أية مهارة طبية ، بل ولقد شحب وجهه ذات مرة ، وأغمي عليه عندما شاهد نفسه ، في أحد الأفلام ، وهو يجري عملية جراحية بسكين صدئة.