بعض الأحداث قد تأتي مصادفة لتثير جدلاً واسعًا وتفكيرًا عميقًا بشأنها ، وقد يكون الحدث نفسه إما حادث أو صورة ما التقطت في توقيت مميز بالمصادفة أو قدرًا كما يجب أن نقول ، وقد تكون شيء ما كجثة على سبيل المثال ! نعم ، فبعض الأحداث قد يكون منبعها جثة تم اكتشافها بأحد الأماكن ، وبالبحث والتنقيب خلفها نكتشف ما لا نعلمه.في عام 1952م تم اكتشاف جثة بشرية لأحد الأشخاص ، ولكن ليس هذا ما كان ملفتًا للنظر وإنما هيئة الجثة ذاتها ، فعندما تنظر إلى الجثة للوهلة الأولى ، قد تظن أنك تنظر إلى تمثالٍ من الحديد أو البرونز ، ولكن للدهشة سوف تكتشف أنك تنظر وتحملق في جسد بشري حقيقي ، لشخص ما كان أحد ضحايا جرائم القتل منذ أمدٍ بعيد .تم إطلاق اسم Grapple Man أو الرجل المناضل ، لماذا ؟ وُجدت هذه الجثة في إحدى المستنقعات القديمة الواقعة في الدانمارك ، وكما شرح البعض ممن عايشوا تلك اللحظات بأن المستنقع هو من لفظ الجثة بشكل مفاجئ في أحد الأيام ، وعندما وصل المستكشفون إلى مكان الجثة عقب الإبلاغ عن وجودها ، ظنوا أن الجثة ليست بشرية وأنها مجرد تمثال ما من قديم الأزل .ولكن بالفحص الدقيق تبيّن لهم أنها جثة بشرية ، تعود لأحد الأشخاص منذ سنوات طويلة ، وكانت هيئة الجثة مبهرة للغاية ؛ فقد كانت الملامح محفوظة بعناية بالغة ، مع وضوح البصمات وفك الأسنان كاملاً بالأعلى والأسفل ، حتى أن الشعر كان محتفظًا بكامل هيأته وشكله! وبالتالي قام المستكشفون بنقل الجثة إلى أحد معامل التحاليل لتمنكن من تحديد عمرها ، وأسباب تحوّلها لهذا اللون البرونزي الخالص ، واحتفاظ الجثة بكامل هيأتها .بالفعل تم نقل الجثة إلى أحد المعامل الطبية للفحص ، والمفاجأة أن الجثة قد كشفت بأنها تعود لشخص كان أحد ضحايا جرائم القتل ، بالإضافة لحصولهم على بعض المعلومات بشأن الشخص المقتول نفسه والتي كانت غريبة بعض الشيء بالنسبة لهم ؛ فعُمر الجثة يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد ، وكانت يديه خاليتان من أي ملامح للخشونة أو الخدوش والشقوق ، مما يعني أن هذا الشخص لم يكن يعمل وهذا يدلل على انتمائه لطبقة ثرية وراقية آنذاك .ولكن تحليل العظام أثبت عكس ذلك ، حيث تبيّن أن هذا الشخص قد عانى من مجاعة رهيبة أثناء حياته ، كما كشفت الفحوصات بأن هذا الشخص كان يبلغ من العمر ثلاثون عامًا ، ولكن كان جسده يشيخ بسرعة ملفتة ، ويمتلك أطرافًا طويلة للغاية ، لأنه وبعد حدوث عملية الانكماش للجثة نظرًا لبقائها داخل المستنقع لفترات زمنية طويلة للغاية ، ظل الجسد محتفظًا بطوله.وكشفت التحاليل أن هذا الشخص قد تم قتله ، حيث مات مذبوحًا بقطع في عنقه من الأذن للأذن ، وكان أسفل القطع بعض النقوش الغريبة التي كُتبت بآلة حادة ، بعضها ظل واضحًا نظرًا لنفس الكيفية التي احتفظت بها الجثة بكامل ملامحها ، ولكن بلا معنى أو ينتمي إلى أية لغة معروفة .وبالتالي تم استنتاج أن هذا الشخص كان قد تم قتله ، وفقًا لجريمة قتل عقائدية ؛ أي أنه يمثّل أضحية بشرية وليس مجرد إنسان قد قتل لأمر عادي ، والآن يقبع الجسد في أحد المتاحف الواقعة في مدينة آرهوس بالدانمارك .وجدير بالذكر ، أنه قد تم إعادة تشكيل ملامح الوجه لهذا الشخص مرة أخرى ، ولكن لم يتم التعرف عليه تاريخيًا ، وقد تم الإعلان عن هذه الجثة بوصفها إحدى أعجب الاكتشافات التاريخية ، ليس لأنها قد حُفظت بالكامل بهذا الشكل ، وإنما لأن الكيفية التي قُتل بها الشخص ، والحروف المحفورة على جسده ، والحقبة الزمنية التي تمت فيها تلك الجريمة ، تشير كلها إلى إمكانية الكشف عن مجتمع كامل في حقبة زمنية كنا نظن أننا نعلم عنها كل شيء بالفعل ، لهذا بدأ البحث منذ فترة أسفل هذا المستنقع عن جثثًا أخرى ، أو دلائل أخرى.