تحدثنا من قبل عن قصة بوابات جهنم ، وعرضنا أحداث بوابة حفرة تركمانستان الشهيرة ، والتي ظهرت فجأة كفجوة عميقة في قاع الأرض ولا نهاية لها ، وظلت مشتعلة منذ سنوات طويلة وحتى الآن ، مما أثار تعجب العديد ممن حاولوا تفسير وجودها ، ولكن هل هي البوابة الوحيدة بهذا الشكل والاسم على سطح الأرض ؟البوابة الثانية :
تحديدًا في بدايات القرن الثالث عشر ، في منطقة تبعد عن جمهورية التشيك بحوالي 47 كيلو مترًا ، قام الملك أوتوكار البوهيمي حاكم هذه المنطقة آنذاك ، بالعمل على تشييد قلعة ضخمة وكبرى ، والعمل عليها تحت اسم قلعة هوسكا ، حيث أراد الملك البوهيمي أن تكون تلك القلعة المميزة مركزًا لإدارة مملكته .حيث قام بعمل العديد من التوسعات بشأنها وضم أراضٍ وقرى مجاورة لها ، ولكن مع بداية الإنشاء الفعلي للقلعة تفاجأ عامة الشعب داخل المملكة ، بأن القلعة لم تُبن من الأساس كمركز للإدارة أو غيره ، ولا تصلح أن تصير مركزًا لأي شيء ؛ فقلعة هوسكا كانت قد بنيت أعلى قمة منحدر صخري ضخم للغاية ، فكما قلنا يقع هذا المنحدر على بعد 47 كيلو مترًا عن أية منطقة عمرانية ، أو مأهولة بالسكان .بالإضافة إلى وجود العديد من الغابات المترامية حولها ولا تصلح للصيد أو توصيل المياه ، طريقًا يخلُ من المحال التجارية ، وأماكن طهي الأطعمة ، ودون أية حجرات داخل قلعة هوسكا مجهزة لأي غرض من أغراض الإدارة أو الحياة بوجه عام !لم يكن موقع قلعة هوسكا هو الأمر الغريب فقط ، بل أيضًا بنية القلعة نفسها ؛ حيث تم بناء جدران سميكة للغاية لتلك القلعة ، ويزداد هذا السمك تدريجيًا من الأعلى للأسفل كلما اقتربنا من سطح الأرض ، أيضًا ما كان ملفتًا للنظر هو أن الأسوار والنوافذ الخاصة بحرس القلعة ، لم تُبن مثل القلاع المتعارف عليها ، وإنما كانت مختلفة حيث تم بنائها إلى الداخل وليس إلى الخارج !أمور محيرة كثيرة أخرى برزت مع الانتهاء من تشييد قلعة هوسكا ، فالطابق الأرضي لها كان عبارة عن كنيسة كاملة ، كنيسة تم بنائها باستخدام الطراز القوطي ، وتم نقش جدرانها وحفر تراتيل كاملة عليها بشكلٍ كامل أيضًا ، وكان نصف تلك التراتيل يصف الملائكة والجنة ، والنصف الآخر يتحدث عن الجحيم والشياطين والنيران المشتعلة بها ، وبالطبع أُغلق المكان وتم هجر القلعة لأعوامٍ طويلة دون استخدام ، كما هو متوقع من بناء كهذا.وبالعودة عدة أعوام قبل بناء القلعة ، وقعت هزات أرضية متتالية ضربت تلك المنطقة التي شُيدت عليها القلعة ، بعدها بدأ سكان القرى المجاورة للمكان في الشكوى من أصوات غريبة تتصاعد من المنحدر الصخري ؛ أي المكان الذي شيدت فوقه قلعة هوسكا ، وبالفعل وجد المستكشفون حفرة ضخمة للغاية أسفل القلعة لا نهاية لها ، وتنبعث منها رائحة مميزة وغريبة ، بالإضافة إلى ما أثار الذعر في نفوس السكان ، حيث أشاروا إلى رؤيتهم لخيالات سوداء متحركة في هذا المكان ، ويمكن رؤيتها على بعد أميال.وقبل البدء في بناء قلعة هوسكا قام الملك بالإعلان عن منحة إعفاء تام لأي سجين لديه ، يقبل أن يهبط إلى تلك الحفرة ليعرف ما بها ، وبالفعل تطوع أحد المسجونين فتم ربطه بحبل قوي ، وبدأت عملية إنزاله تدريجيًا إلى داخل الحفرة وسط ترقب السكان جميعًا ، وبالفعل هبط السجين أمتارًا قليلة وسط صمته ، وتواصل إنزاله تدريجيًا بنفس الحال ، حتى هبط لمسافة أعمق فبدأ في حالة صراخ هستيري قوية متواصلة ، فتم رفعه بسرعة ليجده من حوله قد زاد عمره ثلاثون عامًا حرفيًا! ثم توفى عقب تلك التجربة بعدة أيام .شُيدت القلعة وتم هجرها لسنوات طويلة ، وإبان فترة الحرب العالمية الثانية قام عدد من الجنود النازيين بسكنى تلك القلعة ، ولا أحد يعلم ما الدافع من ذلك ؛ فقد كانت قلعة هوسكا بعيدة تمامًا عن أي مركز استراتيجي يخص هؤلاء الجنود ، وعقب عدة سنوات رحل النازيون وقاموا بحرق كافة أوراقهم وتجاربهم التي أجريت داخل القلعة ، ولا أحد يعلم حتى الآن ما الذي دفعهم لذلك أيضًا.حاليًا تم فتح قلعة هوسكا للزيارة السياحية والمغامرة ، ولكن كل من قام بزيارتها أعلنوا عن تجارب غريبة حدثت لهم داخل القلعة ، مثل الشعور بأن هناك ما يجثم فوق صدرك ولا تستطع التنفس بسهولة ، ورؤية ظلال في كل مكان حولك ، والفجوات الزمنية المنتشرة ، وإحساس أنهم مراقبون طوال الوقت .ومؤخرًا انهار أحد الأجزاء الأرضية أسفل القلعة ، وظهرت منه فجوة عميقة وضخمة لا أحد يعلم نهاية لها ، ولا يعرف أحد من يسكنها أو ماذا يوجد بداخلها ، بالإضافة إلى رائحة الكبريت التي تعبق المكان ككل ، وحتى يتم معرفة إجابة لتلك التساؤلات المحيرة تم إعلان قلعة هوسكا كإحدى بوابات جهنم على سطح الأرض .