يُحكى أنه في قديم الزمان ، كان هناك فلاح بسيط ، يعيش في منزل متواضع مرفق به مزرعة صغيرة ، يرعاها جيدًا ، ويعتني بها حتى تأتيه بثمارها الطيبة ، فيقوم ببيعها في الأسواق والكسب الحلال ، حتى ينفق منها على بيته وكان المنزل ملحق به حظيرة جميلة تضم بعض الحيوانات ، منها الحمار الذي كان يعمل لدى الفلاح ، ويحمله في كافة الأوقات عندما يخرج من وإلى الأسواق ، وفي المساء يعود لينام داخل الحظيرة ، إلى جوار رفاقه .وكان لدى المزارع أيضًا أرنبًا صغيرًا يعيش ويلعب بين أزهار المزرعة وقرد جميل يتنقل فوق الأشجار ويلعب فوق الأغصان ، بينما كان هناك ثعلب مكار ليس له مأوى ، ويهيم كل يوم على وجهه في محاولة للعثور على فريسة جديدة ، فكان يتسلل إلى البستان ويسرق بعض الثمار ، ثم يهرول قبل أن يراه الفلاح البسيط .وفي أحد الأيام ، تملك الجوع من الثعلب المكار فذهب إلى الحظيرة ، وتحدث إلى الحمار والأرنب ، وقال لهما يا أصدقائي أنا أخش عليكما من هذا الفلاح الشرير ، ولدى خطة محكمة إذا ما نفذتموها معي ، سوف نتخلص من هذا الرجل الشرير .فما كان من الحمار سوى أن سأله ، قل أيها الثعلب المكار ما هي خطتك ، فقفز إليه الأرنب مسرعًا ، وقال للحمار هل جننت ، الثعلب ما هو إلا مكار خبيث ، ولا يجب أن نستمع إلى حديثه ، وارتعد خوفًا وأخبره أن الثعلب كاذب ، فضحك منه الثعلب وأخبره أنه مستعد ، لعقد اتفاقية هدنة فيما بينهم ، تقتضي بألا يؤذِ أحدًا منهما ، في مقابل أن يستمعوا إلى فكرته ، التي سوف تخلصهم من حياة هذا البستان المليئة ، بالتعب والشقاء والعمل ليل ونهار .ظل الثعلب يحاول إقناعهما بكلماته ، لساعات طويلة حتى وافقا الحمار والأرنب على عقد الاتفاقية معه ، وجلسوا جميعً متجاورين مثل الأصدقاء ، فبدأ الثعلب حديثه معهم ، وقال لهما يا أيها الأصدقاء الجدد ، إن الفلاح صاحب هذا البستان رجل قاسٍ لا يكف عن جعلكما ، تعملان في بستانه بدون راحة وهو بهذا يعذبكما .فهو يضع الأثقال على ظهر الحمار ، ويجعله يتجول بها ليلاً ونهارًا دون رحمة ، وإذا جاع فإنه سوف يفكر في ذبح الأرنب المسكين ، حتى يسد رمقه بأكله ، أما أنا فكلما رآني طاردني ، وأهرب منه بأعجوبة في كل مرة ، فلم لا تتركون حياته القاسية هذه ، وتستمعون إلى خطة رسمتها بنفسي ، سوف تخلص ثلاثتنا من هذا العذاب المرير ، فسأله لحمار وكيف هذا أيها الثعلب ؟أجاب الثعلب المكار ، أنهم سوف ينتظرون غروب الشمس ، وفي هذا الوقت يعود الفلاح من المزرعة ، متعبًا جراء العمل طوال اليوم ، وهنا سوف يباغته الأرنب ويقفز في وجهه ، فيختل توازن الفلاح من الرعب ، وهنا يلاقيه الحمار برفسة قوية تلقيه أرضًا ، أما أنا فأتسلمه منكما وأنهشه بأنيابي ، وهكذا نكون قد تخلصنا من هذا الفلاح الشرير .في هذا الوقت كان القرد يقبع فوق الشجرة ، الموجودة إلى جوار الثلاثة واستمع إلى كل ما قالوه ، فذهب ليخبر صاحب البستان بكل ما سمعه ، وبتلك الخطة الشريرة من الثعلب ، وهو بذلك سوف يتخلص منهم جميعًا ، ممنيًا نفسه بالعيش في البستان وحده بعد أن يتخلص الرجل منهم جميعًا.عندما استمع صاحب البستان إلى تلك الخطة قام وذهب إلى الحظيرة وربط الحمار ، وقيده بقوة فلما رأى الثعلب ما حدث ، انقض فجأة على الأرنب المسكين فأكله وخان العهد ، وارتمى أرضًا وأخذ يخرج بعض الزبد من فمه ، فظن الفلاح أنه مات ولكن بمجرد أن ابتعد عنه ، حتى فتح الثعلب عيناه ، وخرج ركضَا بعيدًا عن البستان ، وأفلت من عقاب الفلاح الذكي ، وهكذا نجد أن الأرنب راح ضحية الثعلب الخائن لوعوده .