التعاون والعدالة قيم حميدة ، لابد أن نتمسك بها جميعًا حتى يعم علينا ، الحب والسلام والخير ، إلا أننا يجب أن نضع في اعتبارنا ، أنه ليس الجميع يستطيعون أن يتمسكوا بمثل هذه القيم ، لذا وجب علينا التنبيه لأصدقائنا .أن التمسك بمثل تلك الصفات الحسنة ، هي جزء من تمسكنا بديننا ، فالتعاون والحكم بين الناس بالعدل ، هما ميزان الحياة ، الذي ييسر لنا الحصول على حقوقنا ، ومنح غيرنا حقه وفي قصتنا عبرة وموعظة بأن نحكم بين إخواننا ، بالعدل والمساواة .في الغابة الجميلة وأشجارها الزاهية ، بفواكهها الطيبة وثمارها الكثيرة ، قفز الأرنب أرنوب في الغابة ، هنا وهناك يبحث عما يأكله حيث اشتد به الجوع منذ الصباح ، فقد استيقظ متأخرًا عن عمله ، ولم يستطع تناول فطوره ، والآن قد شعر بالجوع الشديد وبدأ في البحث عن بعض الطعام ، ليأكله ويحمد الله على ما رزقه .بدأ أرنوب في القفز بحثًا عن ثمار طيبة يأكلها ، فوجد شجرة تفاح جميلة للغاية ، شم رائحة ثمارها فابتسم وفرح أنه سوف يأكل ، وذهب إلى الشجرة حيث تقف ، وبدأ في القفز حتى يصل ، إلى تفاحة متدلية من أحد فروعها ، ولكن التفاحة للأسف كانت على ارتفاع شاهق لم يستطيع أرنوب أن يصل إليها .هنا رأى الغراب ما يحدث ، فطار نحو التفاحة ونقرها بمنقاره الصغير ، إلى أن سقطت ففرح الأرنب ، وركض خلف التفاحة التي تدحرجت ، إثر سقوطها من هذا الارتفاع ، ولكنها للأسف عندما سقطت كانت قد وقعت ، على ظهر قنفذ وهو سائر أسفل الشجرة .فركض أرنوب خلفه وطلب منه أن يعطيه التفاحة ، ولكن القنفذ قال له أنها له هو ، فهي سقطت على ظهره وتلقاها هو بنفسه ، فلحق بهما الغراب وقال لا بل هي تفاحتي أنا ، أنا من أسقطها عن الشجرة .بينما أصر أرنوب أنه هو من رآها أولاً ، ويستحقها لنفسه وحده ، واحتدم العراك بينهم ، وبدأ كل منهم في استخدام أسلحته الغراب بمنقاره والقنفذ بأشواكه الحادة ، والأرنب يرفس بقدميه ، فرآهم الدب وهو يسير بالغابة ، وذهب إليهم عندما سمع الضجة التي أحدثوها وسألهم عما ألمّ بهم ؟أسرع الجميع نحو الدب ، عندما رأوه وطلبوا منه أن يستمع إليهم ، وأن يحكم بينهم بالعدل ، وقام الأرنب بحكي كل ما حدث بالصدق ، وأخبره أنه قد رأى التفاحة ، ثم أسقطها الغراب بمنقاره ، وتلقفها القنفذ بأشواكه ، وطلب منه أن يقر من منهم صاحب الحق في الحصول عليها .ابتسم الدب مما سمع ، وقال لأرنوب يا أيها الأرنب الطيب ، كل منكم كان له دور في سقوط التفاحة هذه ، ولذلك أقترح عليكم أن تقسموا التفاحة فيما بينكم ، ويحصل ثلاثتكم على جزء منها ، بالتساوي فيما بينكم ، فابتسم الجميع وقسموا التفاحة إلى أربعة أقسام ، وأخذ كل منهم جزء منها ، ثم قاموا بمنح الدب القسم الرابع ، شكرًا له على نصيحته الطيبة ، ولأنه حكم بينهم بالعدل وانصرف كل منهم ، وهو راضٍ عندما حصل على حقه ، ومنح الآخرين حقوقهم .