هذه حكاية حقيقية عن فيل يتذكر الحروب الأهلية ، وأكثر الحروب بشاعة هي الحروب الأهلية والتي يتقاتل فيها سكان البلد الواحد لأسباب لا تستحق القتال ، وأفريقيا شهدت عديدًا من هذه الحروب والتي راح ضحيتها ملايين الناس ومعظمهم من الأطفال وكبار السن لأن هؤلاء لا يستطيع الدفاع عن أنفسهم ولا يتمكنون من الهرب بسرعة مناسبة إلى مكان مناسب يحميهم .وكل من نجا من الموت في هذه الحروب الأهلية سيظل يتذكر آلامها وكأنه يتحسس جرحًا يعيد إليه ذكرى الاحتراق بالنار وليس الإنسان وحده هو من يعاني آلام ذكريات هذه الحروب بل الحيوان أيضًا ففي محمية طبيعية أفريقية أسمها أغادير ، يعيش فيلًا حزينًا اسمه مطوار ، وقد صار اسمه معروفًا لدى كل معارضي جرائم الحروب في العالم وكثير من الناس يفدون على محمية أغادير ، لكي يشاهدون كيف يتألم هذا الفيل من الذكريات التي لا ينساها من جرائم الحرب الأهلية بين قبيلتي بلد واحد في أفريقيا .والتي احترقت بنيرانها الأرض والشجر والحيوان ، الفيل مطوار يقضي أيامه وحيدًا في المحمية ويتخلص من بعض أحزانه عندما يذهب إليه أطفال القرى الأفريقية القريبة حاملين إليه العشب الأخضر ليأكله من بين أياديهم الصغيرة راضيًا فرحًا ، ولكن هذه الوداعة تنقلب إلى غضب عارم عندما يشاهد الفيل إنسانًا يحمل بندقية ولو على بعد مئات الأمتار حتى لو كانت هذه البندقية لأحد حراس الغابة الذين يقومون بحماية مطوار نفسه من من توحش الصيادين الذين لا يهمهم إلا قنص الأفيال من أجل انتزاع أنيابها وبيعها سرًا لتجار العاج بعد أن صارت تجارته محرمة دوليًا .فثورة مطوار على البنادق وحاملي البنادق صارت مشهورة وتم تصوريها في أفلام عرضتها معظم تلفزيونات العالم لتثبيت أن جرائم الحروب الأهلية لا ينساها الإنسان ولا الحيوان ، فهذا الفيل الذي يثور عندما يرى البنادق كان قائدًا من قطيع مكون من خمسين فيلًا ولم يعد من ذاك القطيع غيره فقد ماتوا جميعًا بنيران الحرب الأهلية بين البشر ورأى بعينه مقتل الكثير من أخوته وأبنائه وأقاربه وأصدقاءه وهو لا ينساهم أبدًا ، وتثيره البنادق لأنها تذكره بجرائم مقتلهم بالحرب بيد البشر فهل يخجل البشر من إشعال حروب أهلية أخرى ؟