الاستماع لنصائح من هم أكبر سنًا وأكثر خبرة في الحياة ، هي أمر يجب على الصغار كافة أن يتبعوه ، ليس فقط طاعة لأولي الأمر من الآباء والمعلمين ، وإنما من أجل خبرتهم والمواقف التي سبقونا إليها ، ويجب أن نتعلم منها ، ولكن هل أدركت الخراف الصغيرة ، نصائح أمهم النعجة وأنها هي الأكثر حرصًا على سلامتهم ؟في أحد الأيام استيقظت النعجة وبدأت في تنظيف كوخها ، حتى أشرقت الشمس وبدأت الخراف الصغار ، في الاستيقاظ واحدًا تلو الآخر ، فسلموا على أمهم واحتضنتهم ، ثم أخبرتهم أنها سوف تخرج قليلاً حتى تجلب لهم الطعام فأجابوها أنهم سوف ينتظرونها ، ولكنها قبل أن تخرج أوصتهم بألا يفتحوا الباب لأي طارق ، نظرًا لأن الذئب يمكنه أن يتنكر في أي هيئة يريد ، وينقض عليهم بعد أن يدعي كذبًا ، أنه أمهم ثم يأكلهم جميعًا غير مأسوفًا عليهم .وقالت النعجة لصغارها السبعة ، خذوا حذركم يا صغاري ، فالذئب لديه حوافر طويلة في أقدامه ، وصوته خشن للغاية لا يستطيع تقليد صوتي ، ومهما قال لكم بعد طرق الباب ، لا تفتحوا له أبدًا ، فأجابها الصغار أنهم لن يفتحوا الباب لأحد قط ، حتى تأتي هي إليهم ، وأجابها أحدهم هيا يا أمي اذهبي حتى لا تتأخرين ، ونحن سنجلس هنا في انتظارك ، فقالت الأم الطيبة لهم ، حسنًا يا صغاري سوف أذهب .وهكذا اطمأنت النعجة الأم ، وخرجت من أجل جلب الطعام لأبنائها السبعة ، وبقوا هم داخل المنزل بمفردهم ، وفجأة سمعت الخراف الصغيرة طرق على الباب ، فارتعدوا خوفًا وتقدم أكبرهم صائحًا ، من بالباب ؟ .فجاءه الجواب أنا أمكم يا صغاري ، افتحوا الباب فقدت عدت إلى المنزل ، ولكن الخراف المطيعة لم يفتحوا الباب له ، فقد علموا أنه الذئب وقد جاءهم متنكرًا ، في هيئة أمهم حتى يدخل إلى المنزل ويلتهمهم جميعًا ، فقال الخروف الكبير بين إخوته ، لن نفتح الباب أيها الذئب الشرير ، وقد علمنا أنه أنت بصوتك القبيح ، ولن نفتح لك أبدًا ، فأمنا صوتها ناعم وليس خشنًا مثلك .انصرف الذئب بعد أن فشلت حيلته ، وذهب إلى التاجر واشترى منه بعض الطباشير ، وأكلها حتى يترقق صوته ، ثم عاد إلى الخراف السبعة مرة أخرى وتصنع أنه أمهم ، ولكن الخراف الذكية نظروا من أسفل الباب ، ورأوا أقدامه بحوافرها السوداء الطويلة وأجابه الخروف الكبير مرة أخرى ، لن تخدعنا فأمنا ليس لها مثل تلك الحوافر الطويلة ، وحوافرها بيضاء اللون .انصرف الذئب وقد استشاط من الخراف الصغيرة غضبًا ، ولكنه لم ييأس بعد ، فذهب إلى الخباز وطلب يعض الدقيق ، وقام بطلاء حوافره به حتى أصبحت بيضاء ، مثل النعجة الأم ، وذهب إلى الخراف الصغيرة مرة أخرى ، وطرق الباب ، وقال لهم أنه أمهم وقد عادت من الخارج ، بصوت رقيق عقب أن أكل الطباشير ، فنظرت الخراف الصغيرة ووجدوا حوافر بيضاء ، بالإضافة إلى الصوت الرقيق ، ففتحوا الباب ولكنهم وجدوا الذئب بدلاً من أمهم .صرخت الخراف الصغيرة ، وانطلقوا راكضين يبتغون الاختباء من هذا الذئب الشرير فاختبأ أحدهم أسفل الطاولة وآخر في الخزانة ، وهكذا ولكن الذئب وجدهم ، وابتلعهم جميعًا عدا الخروف الصغير ، فانطلق لينام أسفل الشجرة ، وعندما عادت الأم ولم تجد صغارها بكت بشدة ، فخرج الخروف الصغير الذي اختبأ في ساعة الحائط ، وروى لأمه ما حدث .فانطلقت النعجة مسرعة نحو الذئب ، فوجدت بطنه تتحرك ، وعلمت أن صغارها مازالوا أحياء ، فأتت بمقص وشقت بطن الذئب وأخرجت صغارها ووضعت بدلاً منهم بعض الحجارة ، وأغلقت الشق مرة أخرى .استيقظت الذئب وشعر بألم شديد وثقل في بطنه ، فاتجه نحو النهر ليشرب منه ولكنه سقط ، بسبب الحجارة الثقيلة ومات غريقًا ، فلم يساعده أحد بسبب شروره وتعمده الأذى ، وهكذا أعادت النعجة صغارها إلى المنزل ، بينما مات الذئب الشرير بسبب ما فعل .