قصة غضب الأرانب

منذ #قصص اطفال

يروي الأسد قصته ، ويقول أنا ملك الغابة القوي ، الذي يطيعني الجميع ، فالكلمة الأولى والأخيرة لي ، وأستطيع أن أسيطر على زمام الأمور ، فلا قوي يهضم حق ضعيف أو يعتدي أحد الحيوانات على آخر بدون وجه حق ، ورفيقي الكلب يرافقني في جولاتي فأذهب برفقته لأتطلع على أحوال حيوانات الغابة وأطمئن أنهم جميعًا بخير  وأن الأمور تسير على ما يرام .وليس هذا في الغابة فحسب ، وإنما أطمئن على أصدقائنا في مياه النهر المجاور لنا ، فهناك يعيش إخطبوط مرح وخفيف الظل ، برفقة سمكة صغيرة من أذكى ، حيوانات الغابة ، ويستكمل الأسد قصته ، فيقول كنت في أحد الأيام أتفقد الغابة ، برفقة صديقي الكلب  كعادتي ، فذهبنا إلى البحيرة الصغيرة لنشرب منها لشدة عطشنا وقمنا بإلقاء التحية على صديقينا السمكة والإخطبوط وهما يلعبان فبادلانا التحية .ثم انصرفنا وسرنا قليلاً حتى قال لي الكلب وهو يرفع أذنيه اسمع إنه صوت صراخ ، ولكنني لم أسمع شيئًا واستكملنا السير ، فقال الكلب مرة أخرى إنه صراخ بالفعل ، وهذه المرة كنت قد سمعت الصوت ، وحددنا سويًا من أين يأتي الصوت ، وذهبنا نتفقد ما الذي يحدث .يقول الأسد اصطحبت رفيقي الكلب واجتهدنا بالسير حتى وصلنا إلى مصدر الصوت ، فوجدنا حيوانات الغابة مجتمعة في منطقة ما ، فتساءلت عما يحدث فأجابني صديقي النمر بأن الأرانب قد اجتمعت وتريد أن تخرج كل الحيوانات من الغابة ، ولا ندري ما نفعل معهم ، وأنهم قد أعدوا أنفسهم للقتال ، ويرغبون في تنفيذ مطلبهم الآن ، فاقترب الأسد ليجد الأرانب تصرخ بشدة ، هيا اخرجوا من الغابة جميعًا .هنا تدخل الأسد بغضب وزأر بصوته العالي فسكتت كل الحيوانات ، وأفسحوا له الطريق ، فتقدم إلى الأرانب وسألهم عما ألم بهم وجعلهم يطلبون من إخوانهم الرحيل ، فتقدم أحد الأرانب منه ، وقال له لقد حاصرنا الثعلب الماكر ، وأتى إلينا كل يوم يهددنا ، أننا لابد أن نقدم أرنبًا لملك الغابة كقربان له وإلا سوف يلتهمنا جميعًا ، وقد طفح الكيل من طلبه ، وبات الأمر سيئًا لأقصى درجة ، ولا نجد من يحمينا .فقال الأسد أحضروا لي الثعلب الماكر ، فأجابه أحدهم أنه مختفٍ منذ فترة ولا يعرفون طريقه ، فقال الأسد حسنًا اذهبوا إلى جحوركم واتركوا لي هذا الأمر ، فانصاعت الأرانب المسكينة لأوامري ، وطلبت من كافة حيوانات الغابة أن يبحثوا عن الثعلب ، ويحضروه لي ، فبحثت الحيوانات كلها أسبوعًا كاملاً ولكن لم يجده أحد .ويقول الأسد وأخيرًا ، وبينما كنت راقدًا أسفل إحدى الشجيرات ، أتاني صديقي الكلب يلهث ، من شدة الركض وهو يخبرني ، أنه قد وجد الثعلب الماكر عند البحيرة ، يشرب من مائها ، فنهض الأسد وذهب إلى البحيرة ، فوجد الثعلب يقف برفقة الإخطبوط والسمكة ، ويقنعهما أنه بريء ويرغب في أن تقف كل الحيوانات بصفه .حتى يعف عنه الأسد ، ولكنه كان يخطط لصداقة الإخطبوط ، والسمكة حتى يأكلهما ، لأنه كان مختبئًا لمدة أسبوع كامل ، لم يذق فيه الطعام وكان يرغب ، في تناولهما كوجبة دسمة ، إلا أن الأسد هاجمه وانقض عليه ، وسحبه حتى منتصف الغابة ، حيث وقفت الحيوانات تنتظر عقاب الثعلب ، في البداية أنكر الثعلب ما حدث ، ولكن أمام نظرات الأسد التي لا تخطيء ، اعترف الثعلب بذنبه وطلب المغفرة ، فاستشار الأسد الكلب وباقي الحيوانات ، وقرر أن يطرد الثعلب إلى خارج الغابة بلا رجعة حتى يعيش الجميع في أمان .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك