خرج الثعلب يومًا من الغابة يبحث عن طعام فلم يجد في طريقه سوى السلحفاة وعندما شاهدته أخرجت له رأسها وعندما شاهد الثعلب رأس السلحفاة عض على أسنانه ولعق ريقه وهو يلهث وأسرع لينال من رأسها وقال في نفسه لابد أن أظفر بها حتى أسد بها جوعي وعندما اقترب منها أدخلت رأسها إلى بيتها وهو السلاح الذي تدافع به عن نفسها .وبدأ الثعلب تحريكها بأرجله في كل الاتجاهات ولكن من دون فائدة وكلما هدأ قليلًا وابتعد عنها تقوم بإخراج رأسها ثم ترجعه حتى تغيظه ، فحاول الثعلب مهاجمتها وأن يستعمل مخالبه وأسنانه حتى ينال منها لكن جسمها المحص والمدرع منعه في أن يفلح في إيقاع الأذى بها .ولكن الثعلب ظل ينبش فيما يشبه بالكتلة الصخرية حتى بدأت أسنانه تنزف دمًا ، ثم ابتعد جانبًا عندما لم يجد فائدة من مهاجمتها وعندما شعرت أن الثعلب كان قد ابتعد عنها قامت بإخراج رأسها فيزداد الثعلب انفعلًا وغضبًا فيقوم الثعلب بالانقضاض عليها فتخفي رأسها داخل بيتها المنيع محاولًا بكل قوته أن تخرج رأسها ولكنه فشل في ذلك ، تعب الثعلب بسبب الجراح التي في فمه وقد تلون بيت السلحفاة باللون الأحمر من دماء الثعلب جراء مهاجمته لها وقد أعياه التعب من كثرة الدماء التي نزفت منه والسلحفاة صامدة لم تتأثر وتقاوم هذا العدو الماكر الجبان .جلس الثعلب جانبًا منهزمًا جريحًا أمام السلحفاة وأثناء ذلك مر الدب وشاهد الدم يسيل من فمه فقال له إني أراك حزينًا متعبًا على غير عادتك فما الذي حدث فقص عليه الثعلب ما حدث فقال له الدب يقولون عنك أنك ثعلب ماكر وذكي ولكنك أثبت أنك جاهل وشرير وغبي فلم تجد في هذا السهل الواسع سوى السلحفاة الضعيفة لكي تهاجمها وهي مسالمة لا تؤذي أحدًا وعندما تتعرض لأي عدو تقوم بالدفاع عن نفسها بهذا الدرع القوي الذي وهبه الله إياه لتحمي نفسها .وقال له الدب لقد علمته السلحفاة درسًا لن تنساه أبدًا ولم تجي من ذلك إلا الفشل والخسارة وتسببت في كسر أسنانك وجروح في فمك وأصبحت لا تستطيع تناول أبسط أنواع الطعام وربما تموت جوعًا وقهرًا لو بقيت على هذه الحال وهذا جزاءك وجزاء كل ظالم لأنك اعتديت على سلحفاة مسالمة ضعيفة ..