سمير وكمال صديقان في المدرسة الابتدائية وكان سمير يقضي عطلته الصيفية مع صديقه كمال في قرية من قرى الريف حيث يجدان بعض وسائل التسلية والسرور والهدوء في الريف ، وذات يوم خرجا في نزهة إلى الحقول قبل وقت الغروب وأخذا يمشيان في الطريق الزراعي تحت الأشجار العالية وبين الحقول المزروعة قطنًا وذرة وينظران إلى الزراعة ويتمتعان بما في طبيعة الريف من جمال .فالسماء كانت صافية والشمس قبل المغرب قد أرسلت أشاعتها الذهبية الجميلة إلى جوانب الأفق وسرعان ما غربت الشمس وبدأ السكون ينتشر في الحقول وأخذ القمر يظهر في السماء ويُرسل أشاعته الفضية فيبدد الظلام صار سمير وكمال في طريقهما بعد غروب الشمس متأثرين بالمناظر الطبيعية الجميلة لاهيين بأحاديثهما العذبة اللطيفة حتى قطعاه مسافة طويلة في ضوء القمر الساطع ، ثم أحساه بالتعب بعد المشي الطويل فذهباه وجلساه يستريحان تحت شجرة من الأشجار الكبيرة ويستعدان للرجوع إلى القرية .وما كاد يستقران في مكانهما حتى انتفض كمال واقفًا وهو يصرخ قائلًا لقد قُتل يا سمير فزع سمير فزعًا شديدًا ونظر إلى صاحبه حائرًا ليستفهم منه عما حدث وفجأة وقع نظره على ثعبان كان قد غض كمال ففهم سمير السر في صراخ صاحبه وبدأ يطلب الهرب فأخذ سمير بيد صاحبه وابتعد به عن طريق الثعبان وشجعه ثم رأى أن ذراعه قد بدأت تتورم .فشق كم كمال بمبرات كانت معه ثم أخرج مندلين من جيبه وربط بهما الذراع المصاب من أعلى العضه ومن أسفلها ، ووضع شفتيه على مكان الإصابة وصار يمتص السم بفمه ويلقيه على الأرض وخاطر بنفسه وحياته لإنقاذ صديقه على أنه قد أحس وأدرك جيدًا أن هذا الإسعاف لا يكفي وخاف أن يسري السم في دمه فأخرج الإبرة ولحسن الحظ كانت جديدة ونظيفة وجرح بها مكان الإصابة كي يتدفق الدم الملوث بالسم وينقذ صاحبه وحينما وصل سمير إلى هذا الحد من الإسعاف وقع كمال وقد أغمي عليه من تأثير الإصابة .ومن رؤية الدم الذي تدفق من ذراعيه فاهتم به سمير حتى أفاق من إغمائه ولكنه لم يستطيع الحركة ولم يجد صاحبة بدًا من أن يستغيث ليحضر أحد من القرية فقال كمال لا تستغيث يا سمير واتركني هنا واذهب مسرعًا كي تأتي بأبي وأقاربي لكي يحملوني إلى المستشفى القروي في بلدنا .ولكن سمير لم يرضى بترك صاحبه وحده فحمله على ظهره وأخذ يمشي به حتى لحقهما في الطريق رجل يرجل فرسًا فسأل سمير عما حدث لصاحبه فذكر له ما حدث فأخذ الرجل كمال وأركبه الفرس معه وصاروا جميعًا حتى وصلوا إلى المستشفى القروي فأسعف الطبيب كمال في الحال وأنقذ حياته واستمر في علاجه حتى شُفي تمامًا وشكر والده سمير وصاحب الفرس شكرًا جزيلًا وحمد الله حمدًا كثيرًا ..