قصة شوشو في القرية

منذ #قصص اطفال

يذخر الريف بعاداته وتقاليده المميزة ، في كافة المناسبات سواء الأفراح أو المآتم ، وقد يحتاج الأمر إلى زيارة خاصة ، حتى نستطيع أن نتعرف على عادات وتقاليد ، من يعيشون معنا بنفس المكان ، فهكذا يتنوع البشر ، ويختلفون فيما بينهم بالعادات والتقاليد والمأكل والملبس ، وكلها أمور مبهجة جدًا ، إذا ما استطعنا التعرف عليها ، والقطة شوشو ذهبت إلى عرس بالريف ، وشاهدت العادات والتقاليد لديهم .وصلت برقية من البلدة إلى السيدة سلوى ، وبها دعوة كريمة من عمها ، يدعوها إلى حضور حفل زفاف ابنته الوحيدة ، وطلب منها الحضور قبل العرس بعدة أيام ، حتى تستطيع الاستمتاع بالطقس الريفي الهادئ ، وزيارة الأهل والأقارب .فهي لم تذهب إلى البلدة منذ أمد بعيد ، تهلل وجه سلوى فرحًا وأخبرت عمها ، بأنها سوف تأتي لزيارته وللمباركة على الزواج ، ومعها قطتها الجميلة شوشو ، التي سوف تأتي إلى البلدة لأول مرة ، ضحك عمها كثيرًا وأخبرها أن شوشو سوف تسعد كثيرًا .سافرت سلوى في صباح اليوم التالي ، برفقة قطتها الجميلة شوشو ، حيث قادت سيارتها على الطريق المؤدي للقرية ، وكان الطريق غير ممهد ووعر بعض الشيء ، وأخذت شوشو تنظر إلى الحقول الخضراء ، والفلاحون وهم يعملون بها ، ويصحبون الماشية من أبقار ، وماعز إلى حقولهم ، إلى جانب مشاهدتها للحمار والطيور من بط وأوز .على جانب الطريق يقفون على شاطيء الترعة التي تمر بالبلدة ، كانت شوشو سعيدة للغاية بتلك الزيارة ، وقد لاحظت سلوى ذلك ، فابتسمت لها وأخبرتها بأنها سوف تحظى بأصدقاء أيضًا ، من البلدة هي الأخرى ، ففرحت شوشو كثيرًا .أخيرًا وصلت سلوى إلى منزل عمها بالقرية ، فأخذ أبناء عمها يرحبون بها ، وهم فرحين بقدومها ، ورحبوا أيضًا بشوشو الجميلة ، والتي أخذت عقولهم من أول نظرة ، ثم اصطحبوها لتتعرف بقطتهم وأبنائها الثلاثة .كانت شوشو سعيدة للغاية ، بأجواء القرية فرائحة الخبز الشهي ، والطعام الساخن في الأفران الريفية القديمة ، والتي مازال أقارب سلوى يحتفظون بها ، جعلت شوشو تموء طوال الوقت ، نتيجة تشممها لرائحة الطعام الشهي ، طوال فترة جلوسها .كان الاستقبال حارًا ، وبه الكثير من المشاعر الطيبة وأصالة أهل الريف ، وكرم ضيافتهم وهنا تحدثت سلوى إلى شوشو ، وأخبرتها أن إكرام الضيف هو واجب علينا جميعًا ، فهو أمر إنساني في المقام الأول ، ويساعد على نشر المحبة والسلام بين بني البشر ، فأخبرتها شوشو أنها قد حظت بأصدقاء من القرية ، وبالفعل هم يتميزون بالطيبة .بدأ الجيران بالتوافد على منزل العروس ، وأخذوا يهنئون أهلها بها ، ويزغردون ويساعدون في إعداد الطعام ، والشراب بليلة الحنة ، كما اعتادوا بالريف ، ثم بدؤا في وضع الحناء على كفي العروس ، ويرسمون لها أشكالها جميلة ، وانقضى اليوم ليبدأ العرس في اليوم التالي ، بصحبة الأهل والجيران والأقارب والأصدقاء .وأخذ أصدقاء العريس يضربون العصا ببعضها البعض ، فيما يعرف باسم التحطيب ، ثم بدؤوا يحملون العصا ويرقصون بها ، وكان الجميع سعداء لسعادة العروسين ، وهذا أيضًا من أهم السمات التي يجب علينا أن نتمتع بها ، ففرحتنا لغيرنا بما هو خير ، يعود إلينا أيضًا بخير آخر ، وفرحة من حولنا لنا .انقضى اليوم وانتهى الزفاف ، وخرجت السيدة سلوى وهنأت الجميع مرة أخرى ، وودعت شوشو أيضًا أصدقائها ، مع وعد لهم بزيارة قريبة مع صديقتها سلوى ، ثم قادت سلوى سيارتها عائدة إلى المدينة مرة أخرى ، بعد قضاء عطلة لبضعة أيام ، بين الحقول الخضراء والأهل ، فصلة الرحم جزء مهم من ديننا وأخلاقنا ، والتي يجب أن نعمل بها ونهتم بها كثيرًا .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك