التعاون قيمة غالية ونفسية للغاية ، يجب أن ننميها ونعمل على نشرها فيما بيننا ، فإذا تواجدت في أنفسنا تلك القيمة الثمينة ، برزت مساعدتنا لبعضنا البعض ، بشكل كبير وقوي ، في أحلك الظروف والمواقف العصيبة ، والتي قد تكون فارقة في حياة البعض منا ، وهذا هو ما فعلته القطة الطيبة روزا .روزا قطة من النوع الشيرازي ، تعيش في منزل فخم للغاية ، به حديقة غنّاء ، تنمو بها النباتات والزروع الطيبة ، وتتدلى الثمار ذات الروائح النفاذة منها ، مثل التفاح والخوخ وغيرها ، من الفاهمة التي خلقها الله لنا ، حتى نستمتع بمذاقها وتصح أبداننا إذا ما تناولنها باستمرار ، دون إهمال منا.وفي أحد الأيام المشرقة ، خرجت القطة روزا ، من المنزل لتتجول في الحديقة ، حيث تتركها صديقتها أمل ، تخرج من أجل اللعب بالحديقة ، ثم تعود إلى الداخل ، عندما تشرق الشمس وتصبح حامية الحرارة للغاية ، بعد الظهيرة .في هذا اليوم اللطيف ، خرجت روزا في الصباح الباكر ، كما اعتادت كل يوم ، وأثناء تجولها بالحديقة سمعت صوت مواء قطة أخرى ، فأخذت تبحث عنها لأنها سمعتها تستغيث بشدة ، وإذا بها ترى قطة صغيرة الحجم والعمر وضعيفة الجسد ، فسألتها روزا بقلق ما حدث ؟ فأجابتها القطة الصغيرة وهي تبكي ، لقد كنت أطارد فريسة عبارة عن عصفورة .وأخذت أقفز من مكان لآخر ، حتى بدأت أصعد على الأشجار ، وأخذت أصعد خلفها وأنا غير منتبهة إلى خطواتي ، حتى وجدت نفسي عالقة في الهواء ، على غصن شجرة بعيدة عن سطح الأرض ، ولا أستطيع النزول الآن ، ثم أخذت القطة الصغيرة تبكي .بدأت روزا تفكر عما ستفعله من أجل تلك المسكينة ، فهي على ارتفاع شاهق ولا يجب أن تقفز تلك لمسافة ، حتى لا تتعرض لكسر إحدى أقدامها ، فبدأت روزا تنوء علّها تجد من يساعد ، وبالفعل سمعت القطط خارج سور الحديقة مواء القطتين ، وبدؤوا في التجمع والتساؤل عما بهما ، وكانوا كلما علمت إحداهن ، بأمر القطة الصغيرة بقيت في المكان أسفل الشجرة ، ليفكروا جميعًا في كيفية إنقاذها .بعد أن تجمهرت مجموعة القطط أسفل الشجرة ، اقترح أحد القطط أن يصعد اثنين منهما ، واحد يتسلق ويمسك بالقطة الصغيرة من رقبتها ، كيفما تمسك الأم صغارها ، هذا الاقتراح نال إعجاب كل أفراد المجموعة ، وبدؤوا في التنفيذ ، فقفز قطان كبيري الحجم ، وصعدا إلى الأعلى بقي أحدهما في منتصف الطريق ، واستكمل الآخر المسيرة ووضع عددًا من أغصان الشجر في مسافة قريبة من القطة الصغيرة .لتقفز عليها وبالفعل فعلت ذلك ، واقتربت من القط الكبير ، فحملها بين أسنانه وهبط بها إلى الأسفل قليلاً حتى وصل إلى القط الثاني ، الذي تعاون معه في حملها وأخذها منه ، حتى وصلا إلى مسافة قريبة من الأرض ، فقفزوا جميعًا ، وبدؤوا في فحص القطة الصغيرة ، فوجدوها مصابة في قدمها ، هنا لمعت فكرة جيدة في ذهن رزوا .فاقترحت عليهم أن يحملوا القطة ويأتوا برفقتها ، إلى صديقتها أمل ويطلبوا منها المساعدة ، وبالفعل ذهبت القطط جميعها إلى أمل ، ودخلت روزا إلى المنزل وظلت تموء ، حتى انتبهت إليها صديقتها وخرجت تتبعها ، فشاهدت قط كبير يقف باليا ويحمل القطة الصغيرة ، التي نظرت إلى أمل بخجل .فابتسمت الأخيرة وحملت القطة بين ذراعيها وهمست لها ، لا تقلقين يا صغيرتي سوف تكونين بخير ، هنا انصرفت مجموعة القطط إلى حيث أتت ، وظلت لقطة الصغيرة برفقة أمل حتى شفيت تمامًا ، ثم شكرت روزا وانصرفت لتعود من حيث أتت .