سعد رضي الله عنه هو صحابي جليل ، اسمه سعد بن مالك بن أهيب الزهري القرشي أبو اسحاق وكان من بني زهرة وكان بني زهرة هم أهل آمنة بنت وهب أم الرسول صّل الله عليه وسلم .وقد كان النبي صّل الله عليه وسلم يفتخر بهذا النسب حيث قال عندما كان جالسًا مع أصحابه ورأى سعد بن أبي وقاص : هذا خالي فليرني أمرؤ خاله .وعن قصة إسلامه فكان رضي الله عنه من المسلمين الأوائل الذين دخلوا الإسلام ، فلم يكن سبقه سوى أبوبكر وعلي بن أبي طالب ، وزيد بن ثابث والسيدة خديجة ، وقال سعد عن قصة إسلامه أنه علم أن محمد صّل الله عليه وسلم يدعوا إلى الاسلام في الخفاء ، فشعر أن الله يريد به خير ومضى مسرعًا إلى شعب جياد ليقابل الرسول وأسلم وكان في ذلك الوقت في عمر 17 عام .لما علمت أمه بذلك غضبت وثارت وقد كان فتى بارًا جدًا بأمه ويحبها حبًا شديدًا ، وقالت له أمه : يا سعد ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك وأبيك ؟ ، والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزنًا علي ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس أبد الدهر ، فقال لها سعد : لا تفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيء .نفذت أمه ما قالت ومكثت أيام لا تأكل ولا تشرب حتى ضعف جسمها وقلت قوتها فقال لها سعد : يا أماه اني على شديد حبي لك لأشد حبا لله ولرسوله ووالله لو كان لك ألف نفس فخرجت منك نفسًا بعد نفس ما تركت ديني هذا بشيء ، ولما فقدت الأمل بدأت تعود لتأكل وتشرب ولكن عن كرهه.وأنزل الله تعالي آياته : بسم الله الرحمن الرحيم { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) } سورة لقمان .وقد قام سعد رضي الله عنه بالمشاركة في غزوة أحد ، ووقف بجانب الرسول يجاهد ويقاتل وكان الرسول يشجعه قائلًا : يا سعد ارم فداك أبي وأمي وقد قال سعد عن الرسول صّل الله عليه وسلم : ما جمع الرسول صّل الله عليه وسلم لأحد أبويه إلا لي وكان هذا عندما فداه بهما .وعن توليته إمارة العراق فقد قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتوليته إمارة العراق ، وبدأ سعد بالبناء والتعمير في الكوفة إلا أن جاء يوم أشتكى فيه أهل الكوفة لأمير المؤمنين وقالوا : إن سعد لا يحسن أن يصلي فضحك سعد وقال : والله إني لأصلي بهم صلاة رسول الله ، أطيل في الركعتين الأوليين وأقصر في الآخرين فأرسل عمر إليه يستدعيه أن يأتي إليه ، وعندما أراد أن يعيده أمير المؤمنين إلى الكوفة مرة أخرى قال سعد : أتؤمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة وطلب بقائه في المدينة .حين جاء وقت وفاته طلب سعد رضي الله عنه أن يكفن في جبة صوف قديمة وبالية ، وقال : كفنوني بها فاني لقيت بها المشركين يوم بدر واني أريد أن ألقى بها الله عزوجل أيضًا ، وكان وقتها يضع رأسه في حجر ابنه ، وأخذ ابنه يبكي فسأله سعد : ما يبكيك يا بني ؟ ، إن الله لا يعذبني أبدًا ، وإني من أهل الجنة وتوفى سعد بن أبي وقاص في سنه 55 من الهجرة وكان أخر المهاجرين وفاة وتم دفنه في البقيع .