قصة حذيفة بن اليمان

منذ #قصص دينية

حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي ، كانوا يلقبونه أبا عبدالله ، وقد ذهب هو وأخيه إلى رسول الله صّل الله عليه وسلم واعتنقوا الإسلام وتربوا في ظل هذا الدين ، وكان حذيفة موهوب في قراءة وجوه البشر فكان يمتلك البصر والبصيرة .وفي مرة من المرات ذهب إلى رسول الله صّل الله عليه وسلم وسأله : يا رسول الله إن لي لسانًا ذربًا على أهلي وأخشى أن يدخلني النار ، فقال له النبي : فأين أنت من الاستغفار ، فقال إني أستغفر الله في اليوم مائة مرة .وقد شارك في غزوة أحد وكان شديد الإيمان والولاء للإسلام ، فقد رأى أبيه يقتل أمام عينيه وحزن عليه الجميع وكان ينظر إلى الناس شفقة عليهم وقال ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين وأنطلق في المعركة يقاتل بسيفه ويؤدي واجبه وبعدما انتهت المعركة علم رسول الله صّل الله عليه وسلم بما حدث وأمر له بالدية عن والده ولكن حذيفة تصدق بها على المسلمين مما زاد حب رسول الله له .وقد قال رسول الله صّل الله عليه وسلم : ما من نبي قبلي إلا قد أعطي سبعة نجباء رفقاء ، وأعطيت أنا أربعة عشر : سبعة من قريش : علي والحسن والحسين وحمزة وجعفر ، وأبو بكر وعمر ، وسبعة من المهاجرين : عبدالله ابن مسعود ، وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعمار والمقداد وبلال .وقيل لرسول الله صّل الله عليه وسلم : استخلفت ، فقال : إني إن استخلف عليكم فعصيتم خليفتي عذبتم ، ولكم ما حدثكم به حذيفة فصدقوه ، وما أقرأكم عبدالله بن مسعود فاقرؤوه .وكان حذيفة بليغ اللسان وفقيه في أقواله ، فقد قال : ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة ، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا ، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه  ، وقال أيضًا : أنا أعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة ، وما بي أن يكون رسول الله صّل الله عليه وسلم اسر إلي شيئاً لم يحدث به غيري ، وكان ذكر الفتن في مجلس أنا فيه ، فذكر ثلاثاً لا يذرن شيئاً ، فما بقي من أهل ذلك المجلس غيري .وقد قال حذيفة رضي الله عنه : إن الله تعالى بعث محمد صّل الله عليه وسلم ، فدعا لناس من الضلالة إلى الهدى ، ومن الكفر إلى الايمان ، فاستجاب له من استجاب ، فحيى بالحق من كان ميتا ، ومات بالباطل من كان حيًا .ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على منهاجها ، ثم يكون ملكا عضوضًا ، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه ، أولئك استجابوا للحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه ، كافا يده ، فهذا ترك شعبة من الحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ، كافا يده ولسانه ، فهذا ترك شعبتين من الحق ، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه ، فذلك ميت الأحياء .وتحدث عن هدي القلوب فقال : القلوب أربعة : قلب أغلف ، فذلك قلب كافر  وقلب مصفح ، فذلك قلب المنافق   وقلب أجرد ، فيه سراج يزهر ، فذلك قلب المؤمن  وقلب فيه نفاق و إيمان ، فمثل الإيمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب  ومثل المنافق كمثل القرحة يمدها قيح ودم ، فأيهما غلب غلب .وقد توفي حذيفة رضي الله عنه في عام 36 من الهجرة بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه بـ40 يومًا .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك