قصة إمام المهاجرين

منذ #قصص دينية

هو الصحابي الجليل سالم مولى أبي حذيفة ، كان عبدًا فارسيًا وأعتق ، وقد كان من السابقين الأولين الذين دخلوا الإسلام وأمنوا بالله تعالى ورسوله مبكرًا ، وقد كانت حياته متدرجة من عبد إلى ابن ثم أخ ورفيق لمن تبناه ، وكان من تبناه هو الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة ، وزوجه من بنت أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة وأعدوه لذلك من المهاجرين .وقد كان سالم رضي الله عنه هو إمام المهاجرين من مكة إلى المدينة في كل صلواتهم التي صلوها بمسجد قباء ، ويقال أن الرسول صّل الله عليه وسلم أوصى المسلمين قائلًا : خذوا القرآن من أربعة : عبدالله بن مسعـود ، وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل .كما قالت عائشة رضي الله عنها : احتبست على رسول الله صّل الله عليه وسلم فقال : ما حَبَسَكِ  قالت : سمعت قارئاً يقرأ  فذكرت من حسن قراءته ، فأخذ رسول الله صّل الله عليه وسلم  ورداءه وخرج ، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال : الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك  وقد قال رسول الله صّل الله عليه وسلم : إن سالمًا شديد الحب لله ، لو كان ما يخاف الله عزوجل ، ما عصاه ، وقال عمر رضي الله عنه : لو أدركني أحدُ رجلين ، ثم جعلت إليه الأمر لوثقت به سالم مولى أبي حذيفة ، وأبو عبيدة بن الجراح .وعن قصته مع الرضاع فبدأت عندما أتت سهلة بنت عمرو إلى رسول الله صّل الله عليه وسلم وقالت له : إن سالماً بلغ ما يبلغ الرجال ، وإنه يدخل علي ، وأظن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً .ورد عليها رسول الله صّل الله عليه وسلم : أرضعيه تحرمي عليه ، وبعدها رجعت إلى الرسول وقالت له : إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة ، وقالت زوجات الرسول صّل الله عليه وسلم إنما هذه رخصة من رسول الله صّل الله عليه وسلم لسالم خاصة .وفي يوم اليمامة ، تعانق سالم وأبو حذيفة وتعاهدا على الشهادة ، وقام بإلقاء أنفسهم ف خضم المعركة ، وكان أبو حذيفة يقول : يا أهل القرآن ، زينوا القرآن بأعمالكم ، وصاح سالم هو الأخر وقال : بئس حامل القرآن أنا لو هوجم المسلمون من قِبَلِي ، وأخذ الاثنين يقاتلون بسيوفهم ويحمل سالم الراية بعدما سقط زيد بن الخطاب شهيدًا وأخذ يقاتل قتالًا شديدًا  وهو يصيح قائلًا الآية الكريمة :{وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)} سورة آل عمران .وتوفي سالم رضي الله عنه في هذه المعركة حيث أحيط بمجموعة من المرتدين وسقط أرضًا ولكن روحة بقيت في جيدة إلى نهاية المعركة وبعد انتهائها وجده المسلمون في النزع الأخير ولكنه سأل عن أبي حذيفة فقالوا له أنه قد استشهد ، فطلب منهم أن يضعوه إلى جواره .فقالوا له أنه فعلًا إلى جوارك يا سالم لقد استشهد في نفس مكانك ، فابتسم سالم ابتسامة خفيفة وذهب روحة إلى بارئها بعدما أطمأن أنه هو وصاحبه أدركوا ما كانوا يتمنون فقد أسلما سويًا وعاشوا سويًا واستشهدوا سويًا وذلك عام 12 من الهجرة ، وبعد استشهاده قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه بإرسال ميراثه إلى مولاته فلم تقبله ، فجعله في بيت مال المسلمين .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك