كان سعد بن عبادة رضي الله عنه زعيم للخزرج وسيد قومه ، ويعد من أوائل الذين دخلوا الإسلام ، وأشتهر بكنية أبو ثابت وكنية أخرى وهي أبا قيس ، وكانت والدته هي عمره بنت مسعود ، عُرف عن سعد الجود والكرم بالوراثة عن أبيه فهو ابن عبادة بن دليم بن حارثة والذي اشتهر في الجاهلية بأنه كان كريم وكثير الجود ، وقد كان سعد بن عبادة حامل لراية النصر ومن أنصار بيعة العقبة الثانية ومعه سبعين رجًلا وامرأتين .نسبه :
اسمه هو سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن النعمان بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان .أحداث البيعة :
كانت البيعة في أُشدها حيث جهز الأنصار أنفسهم استعدادًا للسفر ، وبرغم أن كل شيء كان يتم في الخفاء إلا أن قريش قد علمت بما يحدث من مبايعة الأنصار لمحمد صّل الله عليه وسلم ، وأنهم قد أتفقوا على الهجرة إلى يثرب ، ولذلك اشتد غضب قريش وقاموا بمطارده الأنصار أثناء هجرتهم وأدركوا سعد بن عبادة ، وقاموا بأخذه وتقييده من يديه وعادوا به إلى مكة وقاموا بتعذيبه وابرحوه ضربًا .وكما قلنا عن سعد بن عبادة سابقًا أنه كان كثير الجود والكرم ، فقد قام رضي الله عنه بتسخير أمواله كلها لخدمة المهاجرين فقد قالوا عنه : كانت جفنة سعد تدور مع النبي في بيوته جميعًا ، وقالو أيضًا : كان الرجل من الأنصار ينطلق إلى داره ، بالواحد من المهاجرين ، أو بالاثنين ، أو بالثلاثة ، وكان سعد بن عبادة ينطلق بالثمانين .أجاد سعد بن عبادة رضي الله عنه الرماة فكان في جميع غزواته مع الرسول شديد القوة والحزم وكما وضع كل أمواله في خدمة الإسلام ، قد وضع أيضًا كل قوته وجهده في خدمة الإسلام حيث قيل عنه في ذلك : إن لرسول الله صلّ الله عليه وسلم في المواطن كلها رايتان ، مع علي بن أبي طالب راية المهاجرين ، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار .وبعد وفاة الرسول صّل الله عليه وسلم ، قام الأنصار والمهاجرين بالاجتماع في سقيفة بني ساعده وذلك ليختاروا خليفة من بعد رسول الله صّل الله عليه وسلم ، وكان سعد بن عبادة جالسًا بينهم ، فقام خطيب الأنصار وتحدث قائلاً :أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر ، وأراد سعد من بعد هذا الكلام أن يتحدث هو .ولكن أبو بكر الصديق سبقه قائلًا : ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبًا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر بن الخطاب وأبو عبيدة عامر بن الجراح ، فبايعوا أيهما شئتم فرد عليه حباب بن منذر قائلًا : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش .ارتفعت الأصوات واختلطت الأحاديث وأنهى عمر بن الخطاب كل هذا عندما قال : ابسط يدك يا أبا بكر ، وبسط أبو بكر يديه فبيايعه المهاجرين والأنصار ، توفى سعد بن عبادة رضي الله عنه في ظروف غامضة وذلك في سنة 635م في إحدى بلاد الشام واختلفت الأقاويل حول موضوع قتلة .