اسمه الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان .كان شاعرًا من شعراء العرب وفي مقدمة شعراء سوق عكاظ حيث تميزت كتابته بالرقة في الشعور والحس المرهف ، كما أنه كان سيدًا على قبيلة دوس وشريف من أشراف العرب فكان يطعم كل جائع ويطمأن كل خائف ويجير كل مستجير .أما عن قصة إسلامه ، فقد كان كثير التردد على مكة ، وفي إحدى المرات حينما كان يزور مكة لقضاء الحج استقبلته قبيلة قريش ، وقالو له عن محمد صلّ الله عليه وسلم : يا طفيل ، إنك قدمت بلادنا ، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا ، وقد فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وأبيه ، وبين الرجل وأخيه ، وبين الرجل وزوجته ، وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا ، فلا تكلمنه ولا تسمعن منه شيئًا فما زالوا به ، وتأثر الطفيل بقولهم كثيرًا حتى أنه حشى أذنيه شيئًا مثل القطن حتى لا يسمعه فيسحر بكلامه .ولكنه تقابل مع النبي محمد صلّ الله عليه وسلم وسمعه وهو يتلو آيات من القرآن الكريم فقال له : يا محمد إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا فو الله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ، ثم أبى الله إلا أن يُسمعني قولك ، فسمعته قولا حسنا ، فاعرض علي أمرك.فأسمعه الرسول تلاوة من آيات القرآن الكريم فقال له الطفيل : والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ، ولا أمرًا أعدل منه ، ونطق الطفيل شهادة الإسلام وقال للنبي صلّ الله عليه وسلم : يا رسول الله ، إني امرؤ مطاع في قومي وإني راجع إليهم ، وداعيهم إلى الإسلام ، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عوناً فيما أدعوهم إليه ، وقد دعا له الرسول بأن يجعل الله له آية .وعندما وصل الطفيل إلى أهله ، أستقبله أبيه ، فقال له الطفيل : إليك عني يا أبتاه ، فلست مني ولست منك ، وعندما سأله والده عن سبب ما يقول ، قال له الطفيل : إني أسلمت واتبعت دين محمد صلّ الله عليه وسلم فقال له أبيه : يا بني ديني هو دينك ، فطلب منه الطفيل رضي الله عنه أن يذهب ويغتسل ويغير ثيابه حتى يستطيع أن يحدثه عن الإسلام .وكما حدث مع أبيه تكرر أيضًا مع زوجته ، أما عن قبيلته فقد خذلوه جميعًا ماعدا أبي هريرة رضي الله عنه ، حاول الطفيل معهم مرارًا وتكرارًا إلى أن يأس فذهب إلى الرسول صّل الله عليه وسلم يشكو له فقال : يا رسول الله إنه قد غلبني على دَوْس الزنى والربا ، فادع الله أن يهلك دَوْساً ، ولكنه ذهل عندما رفع الرسول صلّ الله عليه وسلم يده إلى سماء وهو يدعو الله قائلًا : اللهم اهدى دوساً وأنت بهم مسلمين وقال للطفيل : ارجع الى قومك فادعهم وأرفق بهم .وبالفعل عاد الطفيل رضي الله عنه إلى قومه يحدثهم باللين والرفق حتى أسلم من قومه 80 أسرة وعند فتح خيبر ، أقبل هؤلاء على رسول الله صلّ الله عليه وسلم وهم يهللون ويكبرون حيث أخذو أماكنهم بين المسلمين ، وقد طلبوا من رسول الله قائلين : يا رسول الله ، اجعلنا ميمنتك ، واجعل شعارنا مبرور ، وبالفعل أصبح شعار أزد كلها هو مبرور حتى اليوم.وحدثنا الطفيل عن سبب تسميته ذو النور قائلًا : فخرجت إلى قومي ، حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر ، فوقع نورٌ بين عيني مثل المصباح ، فقلت : اللهم في غير وجهي ، فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلةٌ وقعت في وجهي لفراق دينهم ، فتحول النور فوقع في رأس سوطي ، فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق .وفاته :
توفى الطفيل رضي الله عنه في موقعة اليمامة وذلك بسبب توجيه الكثير من الطعنات إليه.